المنهج المقترح لفهم المصطلح
الناشر
دار الهجرة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
الكذب أرهب» (١)
فانظر - رعاك الله - إلى هذا الحرص البالغ في التوقي للسنة، والتأكيد الشديد على وجوب التثبت لها، من عمر أمير المؤمنين ﵁! مع أنه ﵁ كان في جيل من أقرانه في الإيمان والعلم والسن، من أصحاب النبي ﷺ، لم يكونوا بأقل منه شعورًا بعظم الأمانة، وثقل الحمل، وخطورة الأمر!!
يقول عبد الرحمن بن أبي ليلى - التابعي الكبير الثقة: ت ٨٣هـ ـ: «أدركت عشرين ومائة من أصحاب النبي ﷺ] في المسجد [، فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، ولا مفتي إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا» (٢) .
وقال عبد الله بن الزبير ﵄ لأبيه الزبير ﵁: «إني لا أسمعك تحدث عن رسول الله ﷺ كما يحدث فلان وفلان؟! فقال: أما إني لم أفارقه] منذ أسلمت [،] ولقد كان لي منه وجه ومنزلة [،] وأخاف أن أزيد أو أنقص [، ولقد سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار» (٣)
_________
(١) شرف أصحاب الحديث (٨٨- ٨٩، ٩٠- ٩١)، بتصرف يسير.
(٢) أثر صحيح.
أخرجه ابن المبارك في الزهد (رقم ٥٨)، وأبو خيثمة في العلم (رقم ٢١)، وابن سعد في الطبقات (٦/١١٠)، والآجري في أخلاق العلماء (١٤٧)، ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (رقم ٢١٩٩ـ ٢٢٠٢) .
(٣) حديث صحيح من حديث الزبير بن العوام ﵁.
أخرجه أحمد (رقم ١٤١٣)، والبخاري (رقم ١٠٧)، وأبو داود (رقم ٣٦٥١)، والنسائي في الكبرى (رقم ٥٩١٢)، وابن ماجه (رقم ٣٦)، وغيرهم، منهم: الطبراني في طرق حديث من كذب علي متعمدًا (رقم ٢٦ـ ٣١) .
1 / 26