فانه قد تبين ان العقل انما يعطى الكمالات الاولى من قوى النفس الجزئية، اعنى الحواس الخمس والقوة المتخيلة، وذلك ان معطى الكمالات الاخيرة فيها انما هى المحسوسات. واما فى هذا الادراك الروحانى الذى يكون فى النوم او فى ما يشبهه، فهو يعطى النفس المتخيلة الكمال الاخير. وكما ان الطبيب الماهر منا ينذر بما يحدث لجسم زيد ونفسه فى وقت محدود بمقدمتين: احداهما كلية معقولة، والاخرى جزئية محسوسة، كذلك هذا الانذار. والعلم يلتئم من الكلى الذى يعطيه العقل، ومن المعنى الجزئى الذى تاتى تأتى به النفس المتخيلة المناسب لذلك الكلى.
صفحة ٨٠