وأما على قول من قال: أنه في ذلك الوقت ميز الخط وعرف أشكاله (¬1), فأنه يكون معنى وصفيا له أنه أمي في الجملة، لأنه لا يوصف بالكتابة إلا من عرفها في معظم أوقاته، وأكثر عمره. وأما من عرفها ساعة واحدة من عمره، فإنه لا يوصف إلا بغالب أحواله. ولذلك نصف الرجل بأنه حليم، وإن وجدنا له ضجرا في ساعة من عمره، وحرجا في وقت من مدته، ونصف الرجل بالكرم والشجاعة، وان وجد منه البخل والجبن في وقت من أوقاته. هذا وان كان ذلك خلق من أخلاقه قد طبع عليه، إلا أن الخلق الأخرى غلب عليه. فكيف بمن لم تكن له الكتابة بخلق؟، وإنما جبل عليها واضطر اليها في وقت من أوقاته./ص68/ كحنين الجذع (¬2) /ص69/ وتسبيح الحصا (¬1)، وكلام الذئب (¬2). ولا يوصف شيء من ذلك بأنه متكلم، بل يوصف الحصا والجذع أنهما من جملة الموات والأجسام الصامتة./ص70/ ووجه آخر: وهو أنه لمن قال بهذه المقالة أن يقول: وصفة بأنه أمي في هذه الآية، يحتمل أن يريد به أنه من الأمة الأمية. ولا يريد نفي الكتابة والقراءة عنه بهذه الأية. وإنما يريد نسبته إلى الأمة الأمية.وقد قال تعالى: (الجمعة_2).
صفحة ٤٧