اللغات، ولوجودها من الساهي والغافل والنائم مع انتفائه.
وهل هو الإرادة أو غيرها؟
الحق الأول، فإنا لا نعلم الزائد على الإرادة، ولا يجوز وضع اللفظ الظاهر لمعنى غير معقول.
والأشاعرة أثبتوا للطلب معنى (1) مغايرا للإرادة، لأن الله تعالى أمر الكافر بالطاعة ولم يردها منه، لأنه عالم بعدم إيقاعها منه، فيكون تكليفه بها تكليفا بالمحال. ولصحة: (اريد منك الفعل ولا آمرك به). ولأمر السيد عبده بفعل لا يريد إيقاعه منه، طلبا لإظهار عذره (2).
والجواب: المنع من عدم إرادة الطاعة من الكافر، والعلم لا يؤثر في المعلوم، وتمام الاستقصاء في هذه المسألة مذكور في كتبنا الكلامية (3). ونفي الأمر معناه نفي الإلزام (4) وإن كان مريدا لإيقاع (5) الفعل اختيارا، والطلب والإرادة متساويان في أمر طالب العذر. والجواب واحد، وهو أنه وجد منه صورة الأمر وإن لم يرده ولا يطلبه.
صفحة ٩٤