رجعنا ، فأراد ابو الخطاب رضى الله عنه أن يقطع الاختلاف من جماعة المسلمين بامامته ، فقالوا له لك ذلك علينا فبايعوه على القيام بحقوق الله ، وعلى ما فيه في الكتاب والسنة واتباع الائمة المهتدي ، فقبل مبايعتهم ، وانصرف إلى المدينة ومعه جماعة المسلمين ، وذكر بعض أصحابنا ان ولاية أبى الخطاب كانت على رأس اربعين ومائة سنة ، ثم أجتمع رأيهم على دخول المدينة مدينة طرابلس وبها عامل لابي جعفر المنصور ، فعمدوا إلى رجال باسلحتهم فحملوها في الجواليق افواه الجمال ، وكأنهم عير اقبلت إلى المدينة وقد جعلوا افواه الجواليق إلى داخلها من أسفل ، وجعلوا مع كل جمل رجلين بالسلاح ، فلما توسطوا المدينة ولم يفطن احد بما صنعوا فتحوا الجواليق ، فخرج الرجال والسلاح في أيديهم ، وقالوا : لا حكم إلا لله ، ولا طاعة إلا طاعة الله وطاعة ابى الخطاب ، وقصدوا نحو العامل ليقتلوه ، فأبى عليهم أبو الخطاب ، وقصدوا نحو العامل ليقتلوه فأبى عليهم أبو الخطاب من ذلك ، وقال : أنما دخلنا عليهم بالامان . فلما رءاهم اهل المدينة وقد شهروا السلاح قالوا بالامان : هذه غدرة ، فقال لهم اصحاب أبى الخطاب : لا بأس عليكم لسنا بأهل غدر . فمن أراد العافية منكم فليقم في منزله ، ويخر أبو الخطاب العامل في الاقامة في المدينة وينخلع عن العمل ، أو الخروج بالامان . فاختار الخروج إلى أرض المشرق ، ودفع لابى الخطاب مفتاح بين المال فأخذها منه .
صفحة ٢٧