وذكر بعض اصحابنا انهم لما اتفقوا على ذلك جعلوا بينهم موعدا معلوما ليجتمعوا فيه بصياد ، فاتفقوا على ان ياتى كل واحد منهم بجماعة رجال من عشرية واتباعه ، وأن يأتوا بالأسحلة ويجعلوا الدروق في الجواليق ويخفونها بالتبن ، وجعلوا امارة بينهم وبين من في المدينة من مشائخ أهل دعوتهم ومن لا يقدر على النهوض معهم انهم أذا رأوهم دخلو المدينة المدينة بجماعتهم ان يستهروا السلاح ، واخبروهم سرا أن الامام ابو الخطاب فلما كانوا بالموعد الذي يجتمعون فيه بعامة المسلمين من شيوخ القبائل من نفوسه وهوارة وزريشة ، وزناته وغيرهم فتوافوا بصياد ن ومعهم ابو الخطاب ، حين عمدوا لعقد ما اعتقدوا قالوا له امض معنا على بركة الله إلى الذى ترددنا فيه منذ زمان ، قال فخرج معهم أبو الخطاب ولم يدر ما يريدونه فلما وصلوا صياد تكلم متكلمهم ، فقال أليس قد اجتمع رئاينا على ما قد علمتوه ؟ قالوا بلى ، قال فأتموا أمركم إذا فقامت منهم طائفة ناحية فتناجنوا ساعة ن ثم رجعوا فقالوا لابى الخطاب أبسط يديك لنبايعك على أن تحكم بيننا بكتاب الله وسنة نبيئه صلى الله عليه وسلم وآثار الصالحين ، فقال لهم أبو الخطاب ما حسبت أن لهذا كان خروجى معكم ، فقالوا لا بد لنا من تقليدك أمور المسلمين ، فلما رأى جدهم ، قال لا أقبل أن أتحمل امانتكم ألا على شروط ، قالو كل شرط يجوز فنحن نعطيكه ، ونعطيك فيه ، فقال لهم: شرطى عليكم أن لا تذكروا في عسكرى مسألة الحارث وعبد الجبار ، خوفا من أن يكون في جماعة المسلمين أختلاف وفرقة .
صفحة ٢٤