ذكر بعض أصحابنا انه لما قدم ابو الخطاب واصحابه من المشرق الى طرابلس اهتم بامور الناس ومصالح المسلمين من له فيهم نظر من المشائخ والاعيان ، وافاضل الناس ، واجتمعت جماعة ممن وصفته ، ذلك بعد قتل الحارث وعبد الجبار ، والناس حينئذ في الكتمان فكانوا يتفاوضون في عقد الامامة ، وفيمن هو أهل لها ، فاجالوا أفكارهم فيمن يولونه امرهم ، ثم اذا اجتمع رأيهم على أمضاء ذلك جعلوا يرددون النظر فيما عزموا عليه هل لهم به طاقة ؟ وهل يستطيعون مدافعه عدوهم ام لا؟ فكانوا يجتمعون في موضع يقال له " صياد " بخارج مدينة طرابلس ويظهرون أنهم يجتمعون في قضية أرض مشتركة بين قوم أرادوا قسمتها ، وذكر أنما أضهروا أنهم أجتمعوا في قضية لجل وأمراة تخاصما فيها وتفاقم أمرهما فكانهم يريدون أصلاحها ، وكلما أنقضى مجلس وانفصلوا دخل منهم جمع إلى والى المدينة فسلموت عليه مداراة له ، حتى إذا اتفق رأيهم على عقد الاماة اجتمعت كلمتهم على مبايعة ابى الخطاب رحمه الله .
صفحة ٢٣