============================================================
اعطمت أن أسرى أشد من أسرك فاستمع لى أحدثك حديئى.
اعلم أيها الفتى أنى كنت زوجة لبعض الفريان ، وكان بى محسنا وبى رفيقا ولى محبا، فكنت معه فى آر غد عيش، وأهناه فلبثت بذلى مدة طويلة ال اوولنت له أولادا نكورا وانائا، فكبروا فى رفاهية ونعمة ؛ فغضب الملك على زوجى لأمر كان منه فقتله وقتل ذكور أولادى، وباعنى أنا وبناتى مفترقات ، فاشتر انى هذا الفارس الذى عدا عليك واحته ننى إلى هذه القرية، وأساء إلى ل وكلفنى من العمل ما لا طاقة لى به ، وأكثر معاقبتى على غير ذنب لما طبع عليه من القسوة والفظاظة(1)، فسألته مرارا أن يرفق بى، واستعنت عليه ال باخوانه ومن يكرم عليه لكى يخفف عنى أو يبيعنى، فلم يزده السؤال إلا قسوة على وإضرارا بى، فلبتت بذلك سبع سنين، ثم فررت منه فتبعنى فأدركنى فجدع أتفى، ثم عاود قسوته على وإضراره بى وعاوبت مسألته والاستشفاع اليه وهو مقيم على سوء رآيه فى، فمكثت بذلك سبع سنين آخرى: ثم فررت منه فظفر بى ففقا عينى، ثم عاود عنفى، فمكثت سبع سين اخرى، ثم فررت منه فأدركنى فقطع يدى ، وقال لى: إنما بقى لى من أعضاتك النسى أنتفع بها عنك ويدك، فان فررت بعد هذا قطعت رجليك معا وأبقيتاى، آنتفع بعيناى فى الحراسة وبيدك فى العمل، وأقسم على ذلك بغظيظ الأيمان وعاود عنفى الاومضرتى، وقد عزمت على أن أخلصك الليلة واقتل نفسى بيذى طلبا للراحة مما أنا فيه ، ولهذا رايتتى اكثر الدخول إليك والخروج عنك، و إنما نلك احرتى وجزعى من الموت وقد طابت نفسى على الموت ، ثم إنها فتحت قيود عن أهله، وقطعت وثاقه وتتاولت سكينا، فقال لها عين أهله : ما تصنعين به ؟
قالت اقتل نفسى ، فقال لها عين أهله : لثن تركناى تقتلين نفسك فقد اشتركت فى مك، وانتزع السكين من يدها وقال لها: اذهبى معى لكى تنجو معا أو طب معا، فقالت له : ان كبر سنى وضعف حالى ليمنعانى من اتباعاقى اال والهرب معى، فجزاها عين أهله خيرا بما صنعت واتخذها الما يسمع لها ويطيع فهذا ما بلغنى من ذلك، فقال عين أهله : ان الليل مسع والموضع الذى نأمن فيه إذا وصلنا إليه قريب وبى قوة على حملك، فقالت العجوز: أما إذا عزمت (1) الفظ ، جمعها افظاظ : وهو الغليظ السىء الخلق الخشن الكلام .
صفحة ٧١