============================================================
ال ي وما نائما فى بيت، دخل عليه الظبى فعاتبه على نفاره منه وطول هجرته له، فقال له الغزال : أنسيت غدرك بى أحوج ما أكون إلى عونك ؟ ، فقال له الظبى ابى لم أغدر ولم أخن ولكن عدم رسوخك فى علم التجربة أوقعك فى تهمة االبرىء، وإنى لم أتاخر عن تخليصك مما حصلت فيه إلا مضطرا الى التاخر عنى عاجزا عن المبادرة اليك، وقص عليه قصته وأنه حصل فى شرك الصياد فعطم الغزال عذره وعاد الى تآلفه.
قال : فلما سمع عين أهله حديث العجوز، وفهم ما أرايت به من نكر جزها عن تخليصه امساى عن خطابها.
قول : فلما انتهى وزير سابور من حديثه الى هذا الحد سكت، فقال له المطران: أيها الحكيم الراهب : ما هذا السكوت، لعلك تريد أن تؤخر إخبارى بما كان من عاقبة عين أهله، وما لقى من النتب، وما صنعته معه العجوز.
فقال له الوزير : إنى لعازم على ذلك لفتور أجده فى أعضائى، فقال له المطران : لا تفعل فان ذلك يسوعنى ويشق على، فاحمل لى على نفسقى الليلة أيها الحكيم، فإنى راغب فى تأنيسك، معجب بأحاديك، فقال الوزير: افعل ال لك طلبا لمرضاتاى، ولو علمت أيها المطران ما ادخرت لك من عجائب الأخبار وغراتب الأسمار لعجبت من ذلك أشد العجب ، ثم اندفع يحدثه، فقال : اان عين أهله لما سمع حديث العجوز وفهم ما أراته أمسك عنها وبات ليلته تلك ال باسوأ حال، ولما أصبح دخل عليه النثب فنال منه، وتعتعه وعنفه وتهدده بالقتل وزاده قيدا الى قيده، وعرفه أن لا ناصر له عليه ولا مخلص له من يده ال وخرج عنه ؛ فجعل يعلل نفسه نهاره ويمنيها الفرج، فلما اقبل الليل استوحش لواحتوشته الأفكار المريضة، وانتظر أن تجلس اليه العجوز أو تحادثه فلم تفعل ، وجعلت العجوز تكثر الدخول إلى البيت الذى فيه عين أهله ولا تستقر فيه؛ فساء ظن عين أهله وأيقن بالهلكة وما شك أن الننب يقتله تلك الليلة، فاقبل على البكاء حتى ذهب صدر من الليل، ثم قال للعجوز : ما لك لم تؤنسينى هذه الليلة بحديك ولا جلست إلى؟ ، فجلست إليه وقالت له : أما كان لك فى رؤيى ه جعاء مشوهة غوراء سيئة الحل ما يحملك على التأسى والتسلى وحمد الله وشكره على سلامة نفسك ومعافاتك من بلاء هو أعظم من بلاثك حتى قلت هان على الطليق ما لقى الأسير؟، ولو اعتبرت باطن حالى بما ظهر لك منها
صفحة ٧٠