============================================================
على هذا فإنى لا أحوجك إلى حملى مادامت بى مسكة(1)، وخرجا معا، فلم ينقض الليل حتى بلغا إلى حيث أمتا.
فقال المطران : ما أعجب أحادينك أيها الحكيم ، ولقد وددت أن لا افارقك ابدا وان سفرى هذا يطول لتطول متعتى بافى ويعظم حظى من أنساى، ولقد استعذبت مفارقة الأهل والوطن لقربك، ونهض كل واحد منهما إلى مضجعه .
اوبات سابور يتصفح حديث وزيره ويتامل أمثاله ، ففهم أن الغزال مثل الالاسابور وأن الظبى متظ للوزير، وأن خروج الظبى مع الغزال إلى الصحراء وحصول الغزال على الأخدود مل لصحبة سابور وزيره حتى حصل سابور فى حبس قيصر ، وان نفار الغزال عن الظبى مل لسابور.
اوظن سابور بوزيره لتأخره عن استتقاذه، وعرف ان الوزير قد عزم على تليصه والخروج به الى المدينة ليلا، وأن المينة قريبة منه وأنه يحمله إن عجز عن المشى، فايقن سابور بقرب الفرج.
لاولما كانت الليلة القابلة تلطف وزير سابور حتى دخل الخيمة التى يطبخ فيها طعام المطران والموكلين بحفظ سابور على حال خلوة ، فالقى فسى جميع الأطعمة مرقدا(2) قوى الفعل، ولما حضر طعام المطران انفرد الوزير باكل زاده على ما جرت به عايته، فلم يكن الا ساعة حتى استهوذ المرقد على يهم فانجلوا(1) فى هواضعهم صرعى على مراصدهم ومضاجعهع، وبادر الوزير ففتح باب الصورة عن سابور، واستخرجه وأزال الجامعة من عنقه وييه، وتلطف حتى آخرجه من عسكر قيصر، وقصد به جندى سابور، وهى مدينة ملكه، فانتهيا معا الى سورها، فصرخ بهم الموكلون بحراسة السور فتقلم الوزير إليهم وامرهم بخفض أصواتهم وعرفهم بنفسه، وأعلمهم بسلامة ملكهم، فابتروا وأدخلوهما المدينة فقويت تفوس آهلها، وأمرهم سابور بالاجتماع وفرق فيهم السلاح، وعهد اليهم ان يأخذوا أهبتهم فإذا ضرب الروم (1) ما يمسك الأبدان من الغذاء والشراب .
(2) دواء يرقد شاربه كالافيون اى مخدر .
(3) أى وقعوا على الأرض .
صفحة ٧٢