============================================================
ال واما فضيلة الأدوات فباتخاذ المبانى الوشيقة العلية، والملابس الأنيقة السرية(1) والذخائر النفيسة السنية ، والعطاعم الشهية والمراكب البهية، فهذه فضيلة تفضل بها هذه الأبوات على ما دونها من أجناسها، فيكون للقصر فضل على غيره من القصور، وللثوب فضل على غيره من الثياب، وللذخيرة فضل على غيرها من الذخاثر، وللطعام فضل على غيره من الأطعمة، وللدابة فضل على غيرها من الدواب؛ فالفضيلة لهذه الاشياء لا لمالكها قيل : فلما سار قيصر(1) بجنوده ومعه سابور على الهينة التى نكرناها ، قال وزير سابور للبطرق : إن مما استفدت بخدمتك والقرب منك الرغبة فحى صالح الأعمال وإنه لا عمل أنفس من تتفيس كربة عن مجهود(1)، وجر نفع ال الى مضطر، وقد علمت كفايتى فى معاناة الجرحى، ولن نفسى لتتاز عنى إلى صحبة الملك قيصر فى سفره هذا، فلعل الله أن يستتقذ بى نفسا صالحة يترهم على من أجلها، ويقس قلبى بخدمتها ويحفظنى لها ، فكره البطرك ذلك وقال له: قد علمت إنى لا أستطيع فراقك ساعة فكيف تطالبنى بالفر البعيد عنى، ما ظننت آنى تلقانى بما اكره، وتسومنى ما يشق على احتماله، تما لم اكن أظن أنك تؤثر شييا من الأشياء على القرب منى والتحبب إلى ، فقد أزلنتى عن سن ظنى بكى ، ولم يزل الوزير يضرع إلى البطرك ويتملقه(4) ويقرب له العود إلى أن سمح له بذلى، فأذن له وزوده وكتب معه كتابا إلى المطران يغبره آنه قد بعث اليه سويداء قلبه وسواد بصره، فلتلله من نفسك بأعلى المراتب واستضيىء برأيه فيما اشكل عليك، فقدم وزير سابور على المطران فعرف له حقه وأنزله معه فى قبته، وجعل زمام آمره ونهيه بيده، وجعل الوزير يتتفق عند المطران بما يعجبه ويسيله بما يميل إليه ويطرفه كل ليلة (1) أى الخالصة الجميلة .
(2) قيصر : من كبار رجال الدولة والقواد فى روما . اعاد تتظيم الإدارة الرومانية . تأمرت عليه الطبقة الأرستقر اطية فى مجلس الشيوخ فاغتيل . له تاريخ حرب الغال والحرب الاهلية. مفاتيح العلوم (70).
(2) مكروب نو معنة .
(4) يتودد ويتلطف اليه .
صفحة ٥٩