============================================================
ال ويخرج منه ، وجعلت فيها كوة(1) من اسفلها فى موضع المبال، وأمر سابور نجمعت يداه إلى عنقه بجامعة من الذهب ذات سلسلة؛ ليمكنه معها تناول ما يصلحه من طعام وغيره، وأدخل سابور فى جوف لاى الصورة وهذا بعد أن حشر قيصر جنوده واستعد لغزو بلاد الفرس ، ووكل بلك الصورة التى سجن فيها سابور مائة رجل من ذوى الباس والقوة يحملونها دولا بينهم، وجعل على كل خمسة منهم رنيسا يضبط آمرهم، وصرف امر جميعهم إلى المطران ال ومعنى هذا اللقب صاحب البلد، إلا أنها رناسة دينية، وهو خليفة البطرك - فإذا نزل العسكر أنزلت الصورة فى متوسط العسكر وضربت عليها قبة تصترها وأطاف بها خمسون من الموعلين بها ورؤساؤهم معهم ، وضربت حولها عشر قباب مستيرة بها، فكان فى كل قبة خمسة ورئسهم معهم، وضربت للمطران قبة بعجاورة قبة سابور، وضربت خارج القباب كلها خيمة يصنع فيها طعام الموكلين بقبة سابور على حسب أقدارهم ومراتبهم، وسار قيصر محتفلا ال فى جنوده وقد عزم على إخراب بلاد الفرس وتعفية(1) معالم ملكهم لعلمه ان لا دافع يدفعه عنهم.
وكان بقال : الحزم التزام مداجاة(4) العدو مادامت لدولته ريح إقبال، كما ان العجز إضاعة الفرصة فيه إذا أبرت دولته وركت ريح إقباله .
الاوكان يقال : العاقل لا يكون فى سلطان ملك اجتمعت فيه خصلتان : الانهماك فى اللذات ، وإضاعة الفرص .
وكان يقال : تميز الملوك عن السوقة إنما يكون بفضيلة الذات لا بفضيلة الآلات، وفضيلة ذات الملك بخمس خصال : رحمة شمل رعيته، ويقظة تحوطهم، وصولة(4) تذب عنهم ، ولبابة(5) يكيد بها الأعداء، وحزامة ينتهز بها الفرص، فهذه فضيلة الذات .
(1) خرق او تقب .
(2) محو والة (3) مداراة ومداهنة .
(4)سطوة وقدرة .
5) عقل وحكمة .
صفحة ٥٨