============================================================
باخبار ممتعة، رافعا بها صوته ليسمع سابور حدينه فيسلى بذلك ويدس فى أحاديثه ما يحب أن يعلمه سابور من الأخبار ويفطنه له من الأسرار، فكان ال سابور يجد لذلك أعظم راحة ، وكان الوزير قد أعد لتخليص سابور أنواعا من لكايد(1) رتبها وأسسها عندما قدم على المطران .
الوكان يقال : من ظن من العلوك أن لفطنته فضيلة على فطنة وزيره فقد عظطه وان أضاف إلى هذا الظط مخالفة الوزير لم يفلح، وانما كانت فطن الوزراء أتقب من فطن الملوك؛ لأن الملوك يتفقهون أبدا فى سياسة من دونهم ال من الرعايا لا غير، والوزراء يتفقهون فى سياسة العلوك وسياسة الرعايا ، فهم اشبه شىء بالجوارح التى تصيد وتفترس ويصيدها أيضتا جوارح أشد منها، فهى أعرف الجوارح بمكايد الاحتر اس ومكايد الاكتساب .
الوكان يقال : أحسن الوزراء حالا من أعد لكل أمر يجوز وقوعه ويمكن كونه عدة ، فإذا وقع الأمر قابله بما كان أعده له ، وأسوا الوزراء حالا من ال توكل على لطف فطنته وقوة حيلته ودربته وممارسته ، فترك الإعداد لللمور قبل نزولها تقة بنفسه ، وإنما هو فى نلك بمنزلة من ترك تزوير القول وإعداده الاو ترويته توكلا على فصاحة لسانه وقوة بديهته وحسن ارتجاله ؛ فيوشاى أن ال يستولى عليه العى والحصر(1) فى بعض مقاماته، وبمنزلة من ترك حمل السلاح توكلا على قوة بدنه وشجاعة قلبه ، فيوشك آن يظفر به عدوه فى بعض المواطن .
قيل : وكان من المكايد التى أعدها وزير سابور أنه امتع من مواكلة المطران، وزعع أنه لا يريد أن يخلط بالطعام الذى زوده البطرك طعاما غيره؛ ال لما يرجو من بركته وبركة الاغتذاء به، فكان اذا حضر طعام المطران أخرج هو من ذلك الزاد فانفرد بالاكل منه ، فلم يزل قيصر سائرا بجنوده حتى بلغ ارض فارس، فاكثر فيها القتل والسبى ، وتغوير (11 المياه ، وقطع الشجر، ال واخراب القرى والحصون، وهو مع ذلك يواصل السير مبادرا ليستولى على (1)الكايد، مفردها مكيده : وهو المكر والحيلة .
(2) أى العجز عن الكلام .
(3) أى إذهاب وتضييع الماء فى الأرض :
صفحة ٦٠