============================================================
هو جالس واذ بغبار قد ظهر فقال الخليفة ياقوم اكشفوا لنا الخبر واعلمونى يجلية الاثر لئلا يكون أحد من أهل الشر فبينما وهو يحدث قومه بمثل ذلك الكلام واذا برجل يقبل الاوض بين يديه ودعا وترحم واحسن ما به تكلم فقال له الخليفة ماحالك ققال له ياسيدي نجاب وحامل كتاب فقال له الخليفة من اين والى اين قال من بلاد العجم من عند سيدي كلب مزيد وآخيه الملك هلاون الي ايين ايادى امير المؤمنين ثم انه تاوله الكتاب فاخذه وقرآه وفهم رموزه ومعناه واذا مكتوب في أوله ياللنارذات الشرار خطاب من عند هلاون وأخيه كلب يزيد الي بين ايادى ملك الاسلام اعلم ان الواصل لكم صحبة الكتاب عشرة خزائن مال الي اشترينا بها اتفسنا وفدينابها ارواحتا وعشرين الف ديال عشرة خراج هذا العام وعشرة لسيدى يوسف صلاح الدين شكرا للنار ساطعة الانوار فما قرا الخليفة اسبح الملك التواب ومزق الجواب ورماه وارسل من عنده جماعة يتلقوا المال الذى مقبل من تلك الجبار فماكان الاقليل حى حضر المال بين يديه فرآه مال كثير و من جملة ذلك خيول و بغال و جواهر واحمال وجوار وعبيد فقرح الخليفة بذلك وامر للقوم الذين آتو مع المال بالضيافه والا كرام مدة ثلاثة ايام ولما كان فى اليوم الرابع احضر ثم اليه فخضروا وقبلوا الارض بين يديه فامر أن يخلموا على القوم الخلع السنية واعطاهم أوفى عطيه وردهم الي بلادهم وصرفهم الي حال سبيلهم قال الراوى ثم أن الخليفة شمبان المقتدر بالله تفرغ بعد ذلك الى ضيافة الاكراد الايوبية وزاد في اكرامهم وهويحادثهم ويكرمهم الى ان ثمت الضياقة فلما ان كان اليوم التسمين وجلس الخليفة على الكرسي ودارت به الوزراء والامراء وقد قرب يوسف صلاح الدين وقال له يا سيدي انت احق بهذا التخت مى لانك نصرت الاسلام وآقمت الشعائر والاحكام وهذه الفعال فعال الكرام فلا اجازيك الا بهذا التخت لانك الآن احق به واولى فاجلس ملكا وسلطان على 34
صفحة ٢٥