2 ل لسه، بشلب4 المحمدله الملك الحق المبين . المحسن البر الامين . السلام الذي سلم عن العقب والروجة والبنين . الذى آمن به كل شىء . وجعل الخلق من سطوته خائقين . القائل تعالي فى محكم كتابة المبين ، ذلكم الله ربكم فادعوه مخلصين له الدين . سبحانه وتعالى واشكره واتوب اليه واستغفره من كل ذنب ظاهر أو كمين . وأشهد أن لااله الا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين .
شهادة تنجي تائلها فى القيامة يوم الدين وأشهد أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم صبده ورسوله وحبيبه وخليله الصادق الوهد الامين الذي حاهد بسيفة حى أقام الدين ونصر المؤمنين واخذل المشركين اللهم فصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد واصحابه وازواجه وآل بيته الكرام الطيبين الطاهرين صلاتا وسلاما دائمين متلازمين في كل وقت وحين وسلم تسليما كثيرا (أما بعد) فان الله سبحانه وتعالى جعل سير الاولين هيرة للآخرين وموعظة للجاهلين وتنبيها للغافلين يتعظم بذلك أصحاب العقول الكاملين ، ويملمون ان الجهاد فرض على المؤمنين وانى قد استخرت الله العظيم فى كتابة هذا الكتاب حيث رأيته محتويا على نصرة الاسلام وخذل الكقرة اللثام ويحثت فى غيرء من السير فيا وجدنا أصدق قولا منه ولا
صفحة ١
============================================================
أقوى برهان ولا أفصح بيان من سيرة الملك الظاهر بيبرس ابى الفتوحات الموعود من الله بالنصر والتأييد من ابتدئها . الي انتهائها وما سيذكر من ناصيثها الغريبة وامورها المطربة العجيبة والفاظها الحسنة ونظومها المستحسنة وسنذكر فروعها واسولطها فى خمسة بحور لتسمع آهل القجور تآليف السادات الكرام المشهورين بالعلم وعلو المقام نبراس الافهام الديناري ووافقه على ذلك الدويداري وهما بذلك آعظم دارى ثم ناظر الجيش وكاتم السر والصاحب فكل من مؤلاء له بحر فيها وما يخصها من معانيها ومبانيها وما أرخوه وماشاهدوه وما تقلوه عن السادة من اخوانهم الذين يعتمدون من كلام الصدق عليهم وما عاينوه من كرمات الاولياء ومعجزات الانبياء وسنذكر كل شيء في مكانه بمون الله وسلطانه (قال الراوي) وهو الدينارى رحمة الله تعالي انه كان من قديم الومان وسلف المصر والاوان بعد ان توفى الى رحمة الله تعالى المعتصم بالله وتولى الخلافة بعده الواثق بالله ولدهومات الى رحمة الله وتولي المقتدى بالله وهوشعبان المقتدى بارض بضداد وكان له وزيرا يقال له العلقمي وكان هذا العلقمى له ولد ابراهيم العلقمى وكان يهوي الحمام وله شجية كثيرة في غية وكان لامير المؤمنين المقتدي بالله ولدين أحدهما يقال له ابراهيم والاخر يقال له أحمد وكان ابراهيم أيضا يهوى الحام ويغويه وله صحبة فيه فلحا ان كان يوم من بعض الايام تلاعبوا الاثنين مع بعضهم يعضا بالحام ووقعت يينهم الشروط على آن كل من غلب يأخذ حمام الاخر وتقرر بينهما ذلك ومن الامر المقدر والفضاء الميرم غلب حمام ابراهيم الملقمى ابن الوزير حمام ابراهيم بن شعيان المقتدى بالله تعالى (فقال) ابراهيم العلقمى هذا الحمام قد صار حقي وانه من وزقي فقال ابراهيم المقتدي هذا لايكون وما أنت الامجنونثم تشاجر أحدهما مع الاخر ووقع بينهما الشر ققال ابراهيم المقتدى لا بدآن آسير على أبي واخبره بذلك ثم ترك له الحمام ومضي الى آبيه وأخبره الخبر واطلعه على جلية الاثر
صفحة ٢
============================================================
فقال شعبان المقتدى بالله هذا الامر ياولدي لا ينبغي الحكومة فيه قابطل الامر وممانيه ثم أنه صاح على الغلمان الذين حوله وقال لهم امضوا فى ذلك الوقت والحين واذبحوا حمام الاثنين (قال الراوي) فلما سمع الغلمان ذلك تجاروا على حمام الاثنين وذبحوا حمام ابن الوزير جميعه وحمام بن السلطان ذبحوا منه البعض وتركوا البعض لما أن رأوه يبكي واليهم من محبته الى الحمام يشكي وقد قصدوا بذلك الرحمة له واطاعة لامر آبيه (قلما نظر الي ذلك ابن الوزير صعب عليه وكبر لديه وصار الي عند أبيه وقال له يا أبى الملك المقتدي آمر بنبح حامنا وقد جري من الامر ما هو كذا وكذا ثم أخبره بالقصة من آولها الي آخرها فاطلمه علي باطنها وظاهرها فلما سمع العلقمى ذلك من كلام ولده افتاظ غيظا شديدا ماعليه من مزبد وقال فى فى نفسه كيف ان الملك يهين ولدى ويكرم ولده ولكن لابد ان أستطع له شيئا يذهب به ملكه ويفي به هزه وسوف أحرض عليه الملوك وكل في ومملوك ثم أن الوزير صار بدبر امره في ذلك وانه يريد أن يسقى الملك كاس المهالك ياسادة فهذا ما جري هاهنا واما ماكان من أمر آمير المؤمنيان شعبان المقتدى فانه بات ليلته ولم يكن هنده خير مما دبر الوزير . فلما ان كان عند الصباح نزل الي الديوان وجلس هل كرسي مملكته واحدقت به ارباب دولته ورؤوس عشيرته والوزير محمد الملقمى الى جانبه يتمنى له الملاك ويريد آن يوقعه من سوء الارتباك ثم ان الخليفة شعبان المقتدي نظر الى الوزير فآخفى عليه حاله وما هو عليه من أحواله ونظر منه هين الغدر وهو ناوى له على الشر فالتفتت اليه وقال له ياأبرأهيم ما لي أراك معبس الوجه وآظن انه قد صعب عليك من حيث أمرت بذيح الحمام فقال يا امير المؤمنين آمرك مطاع وجميع ماشرطته يستطاع فالامر أمرك ولانقدر تخالف مقالك فانت خليفة الله فى الارض ذات الطول والعرض ثم شكره واثنى عليه ودعا له فأمر له الخليفة شعبان المقتدي بخلعة
صفحة ٣
============================================================
تسره واعطاه اياها وطيب خاطره وضاحكه وباسطه وجعل يتحدث معه كل هذا والوزير محمد العلقمى لايزداد الا غيظا ويطلب للخليفة الشر فلما نظر الخليفة الى ذلك خاق على روحه وقال فى تقسه لاشك أن هنا غدار وربما فعل معي فعل الاشرار ويخاطب أحدا من الملوك ويحرضهم على وانا لا آمن منه ثم انه صبر اقى ليلته الى آن تنصف الليل وجمع ارباب الدولة وقال لم امسكوا ابواب بغداد وفتشواكل من خرج منها بجواب والداخل فسلا لكم عليه سبيل فقالوا سمعا وطاعة هذا وقد نزلت المعتشين بأم آمير الؤمنين القتدي (قال الراوي) فهذا ما كان من أمر السلطان واما ما كان من أمر الوزير محمد العلقمى قانه سار يدبو الحيل ويتقن العمل الى آن أعياه الامر ولم يقدر أن يرسل مكاتبه الى أحد من لللوك لاجل الحراس الذين على الابواب فلما ان كان في بعض الليالى دعا بمملوك عنده يقال له جابر وصاح عليه وقال له باجابر انالي عندك حاجة وما أريد قضاها الا منك فقال له پاسيدى وما تكون اخبرنى بها وانا أفضيها ولو شريت من اجلها كاس النون قال له انى أريد أن ارسل ممك رسالة الى الملك منكتم ولك بعد ذلك.
هندي خمس مائة دينار وخلمة سنية وأنت فيما بعد ذلك حر لوجه الله تعالى فماذا أنت قائل اخبرنى ان كان قلبك لي مائل فقال له جابر ياسيدي روحى لك الفدا من كل سوء وردا ولكنى لم أقدر آخرج من مدينة بغداد بالرسالة لانك تعلم أن الحوس شديد والامر عتيد فقال له الوزير الامر أقرب من ذلك ثم انه أخذ موسا وحلق به رأس المملوك وأخذا الابر وكتب بها على رأسه جواب سنذ كره فى مكانه بعون الله وسلطانه وقال له سيروا قطع البرارى وعد الى بالجواب واطلمي على الخطاب فقال له الفلام سمعا وطاعة ثم انه صبر في بعداد عشرة أيام الى أن انكست رأسه بالشعر وخفيت الكتابة
صفحة ٤
============================================================
فقال له الوزير اذهب الآن الى للاد العجم فقال له نعم ثم انه خرج من بغداد وفتشوه الحراس الذين على باب المدينة فما وجدوا معه حاجة فقالوا له امض الى سبيلك فعند ذلك سار الغلام يقطع فى البرارى والا كام قال فهذا كله يجرى وآمير المؤمنين لم يكن عنده خبر مما فعله الوزير من المكائد ومادبره من النكائد (قان الراوى) وأما الغلام فانه سار يجد السيروسرعة الجد والتشمير الى أن وصل الى بلاد العجم ودخل على الملك منكنم وسلم عليه وقبل الأرض بين يديه فرحب به الملك وقال له من آنت ومن أين اقبلت ومن الذي تريد فقال له يامولاى انا من مدينة بغداد دار السلام من عتد الوزير محمد العلقمى وزير خليفة المسلمين شعبان المقتدي فقال له ما معك من الاخبار فقال له معى سرا أريد أن اطالممك عليه بيي وبينك (فلما) سمع الملك منكم ذلك الكلام نهض قائما على الاقدام فأخذه ودخل به الى مكان في جانب القصر وقال له ارنى ما معك قال معى رسالة وهي مكتوبة على رآسى فعند ذلك حلق رآسه فظهرت الكتابة وقراها يجد فيها خطابا من الوزير محمد العلقمي الى بين ايادى الملك منكتم الذى نعلمك به أن أمير المؤمنين خامر علينا وتكبر وظلم وتجبر وأنت احق منه بالسلطنة لانها من قديم الزمان لجدك الملك كسرى انوا شروان فحال وصول المملوك اليك تحضر ركبة كبيرة وتنزل بها علي بغداد وانا املكك الارض والبلاد واكون انامقيما من داخلها وأنت من خارجها والقوم بيننا متوسطين وتقنيهم اجممين ونملك الارض والبلاد وتطيعنا كل العباد وتعمل على قتل حامل الرسالة من غير اطالة ليكون السر ييننا ولا أحدا يطلع عليه غيرنا وهذا ما آخبرتك به واطلمتك عليه والسلام (قال الراوي) فلما سمع الملك منكتم ذلك الأمر فرح فرجا شديدا ما عليه من مزيد وحط يده على الحسام وضرب به ذلك الغلام أطاح رأسه عن الهام فات شهيد فى طاعة الملك العلام لانه ما يعلم باطن هذه الامور
صفحة ٥
============================================================
الاحكام قال وكان هذا اللعين منكم فارس جبار . وبطل مغوار . لايعدله على جار وهو فارس شديد . وبطل صنديد . وشيطان مريد . وكان يعبد النار . دون الملك الجبار . وعنده عساكر بعدد قطر البعار . وكلهم منكبين على عبادة النار . ليلا كان أو نهار . وقد كان له ولدين ملعونين أحدهما يقال له هلاون . والآخر يقال له كلب يزيد فأمر باحضارهما بين يديه فلما حضرا قال لهما اعلوا انه قد جري من ما هو الامر كذا وكذاثم انه أخبرهم بالقصة من أولها الى آخرها وكفف لهم عن باطنها وظاهرها فلما سمعو آولاده منه ذلك الكلام سجدوا بين بديه شكرا للنار . ذات الاضطرام وقالوا له لابد أن نركب على بلاد المسلمين ونملكها بهمتنا العالية وما ترك منهم بقية ثم تقرر بينهما الامر على آن آحد آولاده يسير الى بغداد ويملك البلاد ويقتل العباد وبعد ذلك أمر بدفن المملوك الذي قتله فدفنوه ووالوه التراب ثم أن لللك منكم أمر بتجهيز العساكر فركبت العساكر وكان عندهم ستين آلف فارس من كل بطل مداعس وقال لولده هلاون خذ هؤلاء العساكر والاجناد وارحل بهم الى أرض بغداد وأنزل عليها وأنا لاحق بك وعلى مايين يديك أعاونك قال فسار الملعون هلاون فى ستين ألف من الفرسان وكلهم يعبدون النيران . دون الملك الديان راكبين خيول مثل الغزلان وساروا يقطمون البراري والوهاد . طالبين أرض بغداد . ياساد واما الملك منكنم فانه بعد مسير ولده بثلائه أيام جهز ركبة ثانية وهى ثمانين آلف فارس ليوث هوابس مامنهم من يهز العرش بكلمة التوحيد بل الجميع يعبدون النار . دون الملك الجبار . وتحن تقول . لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لولده كلب يزيد سير ياولدى على أثر أخيك عن يقين وهاونه على قتال المسلمين فأجابه ولده بالسمع والطاعة وسار يجد الميسر من وقته والساعة
صفحة ٦
============================================================
ياساد وبمد مسيره جهز ركبة أخرى بشنيار كامل عدتها مائة ألف وساد.
خلفهم وقد تبع آثرهم قال الراوى فهذا ما كان من هؤلاه وأما ما كان من آمير المؤمنين شمبان المقتدر بالله فانه ماعنده خبر بما دبر الوزير من الآثام وأنه يريد ان يسقيه كأم الحمام بينما هو جالس في يوم من بعض الايام واذا بغبار قد ثار وهلى وسد الاقطار فأرسل الخليفة من يكشف له الاخبار فسارت جماعته وعادوا اليه وقالوا يا أمير المؤمنين قد أقبلت جيوش الاعجام وهم ستون آلف عنان وفي أوطهم هلاون ابن الملك منكتم اللعون وهم طالبون ارض بغداد ويريدون لنا المناد معولين على الحرب والجلاد (قال الراوى) فلما سمع الخليفة ذلك قال انا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ولكن لاى شىء أتت هذه القرسان وما الذي يريده من الامر والشآن ياوزير الزمان فقال الوزير محمد العلقمى لا آدرى شيئا من ذلك يا آمير المؤمنين وخليفة رب العالمين فعند ذلك جمع الخليفة دولته ورؤوس عشيرته واطلمهم على ذلك الامر وشاروهم فيما يعمل وما الني يصنع فقال ايا أمير المؤمنين اعلم ان الآن لم يكن هندنا عساكر كثيرة وأن الرأي الصواب مالنا غير الحصار على الاصوان الى ان يأتينا الفرج من الله العزييز الغفار فقال الخليفه هذا هو الصواب والامر الدي لايعاب ثم آنه امر بغلق ابواب بغداد فأغلقوها وصعدت الرجال على الاصوار وأخذوا يصلحون عددهم ويتجملون باسلحتهم هذا وقد آقبل الملعون هلاون وحط على بغداد ونزلت حولها عباد النار واحتاطوا بها من سائر الاقطار كما يختاط النيل بالبلاد أو البياض بالسواد فصاحت الا براورموهم بالاحجار والصخور الكبار ودام انحصار ذلك النهار حتى أقبل الليل التفت الخليفة الي وزيره العلقمي فقال يا وزير والله اني متعجب من قدوم هؤلاء الملاعين الينا وتجريتهم على يلادنا وانهي أريد منك أن تنزل في غداة الي هؤلاء
صفحة ٧
============================================================
الملاعين وتنظر ماهم طالبين وماهم عليه معولين فقال له الوزير ياملك الاسلام ومولانا الانام ان هذا احتقار بقدر الدولة العباسية والرعايا المحمدية والرآى عندى ان تزل أنت فى عساكرك ومن عندك من الرجال وتكون بالسلاح وآلة الحرب والكفاح وانا اكون من خلقك اعين الغساكر الذى ممك فان انزلت وفتحت ابواب البلاد فاخرج الي القوم اللئام ولاتبالى فان الله ناصر الاسلام وبهذا يكون اهيب لنا وارهب لاعدائنا اذا راؤك وقد خرجت اليهم وربما وقمت هيبة الاسلام فى قلوبهم فينكسرون عن آخرهم فلما ميمع الخليفة ذلك الخطاب ظن انه صواب ومايعلم ان الوزير اراد هلا كه ثم انهم باتوا تلك الليلة ولما ان كان من الغد تهض الخليفة ونزل برجاله وأهل دولته وفتحت ابواب بغداد وخرج الخليفة طالب اهل العناد وممه العساكر والاجناد قال الراوي فهذا ما كان من الخليقة وآما ماكان من الوزير العلقمى فانه بعد أن خرج الخليفة من بغداد آمر الوزير بغلق آبواب المدينة فى ظهره خوفا من الوزير لانهم يعرفوه أنه كثير الشر فلما أن هاين الخليفة ذلك علم أن الحيلة قدتمت والرذية عمت وعلم آن كل ما قد صار من الأمور بامر بالوزير فقال أسامت أمري الي اللطيف الخبير تم ان الامام صاح بملء رآسه ياعصبة الاسلام احملوا الآن على القوم اللثام وابذلوا فيهم الحسام فمن عاش منكم عاش سعيد ومن انتقل الى الله بالوفاة فهو شهيد فاتركوا الدنيا خلفكم واجعلوها من وراء ظهوركم وأقبلوا على الآخرة بوجوهكم تفوزوا بالشهادة وتسكنوا حنة ربكم .
وأنا أول من يجاهد أمامكم فقد قال عز من قائل (وجاهدوا في الله) الآية ثم انه بعد ذلك صاح الله أكير فتح و نصر وخذل من كفر بدين محمد وحمل على الكفار وتبعه اثناعشر الف من الابرار وعمل البتار وطلع القبار وقدحت حوافر الخيل الشرار وقصرت الاعمار وكشفت الاستار وراحت الاسرار وصارت الدماء مثل الأنهار ولم يزل السيف يعمل والدم يبذل والرجال تقتل الااهر ببرس جا- 7
صفحة ٨
============================================================
ونار الحرب تقعل الى أن ولي النهار واستعال وأقبل الليل بالانسدال وقد كانت سواعد أمير المؤمنين ومن معه من الرجال المجاهدين وكآن عدتهم كما ذكرتا اثي عشر الف فارس لكنهم أبطال أشاوس والقوم اللكام في ستين الف من الاعجام فاحتاطوا جميعا بالاسلام وكان قد أسر في ذلك اليوم من عساكر الاسلام أربعة آلاف فارس وجرح أكثرهم ثم أضرموا النيران وتحارس الفريقان الى ان اصبح الله بالصباح واضاء الكريم بنوره ولاح فركب امير المؤمنين ومن مهه من العساكر المسلمين وركبت ايضا الكافرين واختلطت الطائفتان وحان الحين وزعق غراب البين وهمل القتال واختلفت الاقوال وكثر اولوال وعملت النصال وكثر على المسلمين العدد وزاد المدد ولم تزل نارالحرب دائمة والقيامة قائمة الي وقت العصر وقد سطت الكافرون على المؤمنون واخذوهم يسري عن بكرة ابيهم وفي الجملة امسير المؤمنين شعبان المقتدي واوثقوا الجميع كتافا وقووا منهم السواعد والاطراف هنالك دقت الشنايير وضربت الكوسات والمزامير وصاحت اللئام الكفار يا للنار ذات الشرار فلما سمع الوزير العلقي بذلك النداء علم ان الاسلام لسروا والكفار نصروا فأمر بفتح ابواب المدينة وخرج في جماعة من رجاله وتلقا الملك هلاون وهناه بالنصر على الاسلام وقال له ما انت الا بطل همام وأسد ضرغام فشكرة الملك هلاون واثي عليه ودخل علاون فى بعض رجاله الى بغداد وقد ترك آمير المؤمنين فى القيود والاصفاد هو ومن معه من الاجنادوو كل جماعة من قومه هذا وقد دخل الوزير وفى صحبته الملك هلاوق الى آن صمدوا الى القلعة واجلس الوزير هلاون على كرسى بقداد وقال له أنت احق بهذا من شعبان المقتدر (فلما) سمع هلاون ذلك التفت اليه وقال له ياعلقمى آما آنت مسلم قال نعم انا مسلم قال له الخليفة ما هو مسلم قال تمم هو مسلم فقال له وما السبب الذي حملك على ما فعلت وكيف انك دبرت على هلا كه وعزله من مكانه فمند
صفحة ٩
============================================================
ذلك اعاد عليه ماجرى من أول الامر الى آخره واطلعه على ظاهره وباطنه قال الراوي وهو الديناري رحمه الله فلما سمع هلاون ذلك قال له ياويلك اذا كنت أنت فعلث فى من هو من دينك لاجل حمامة فتهلكنانحن الآخرين من أجل ذبابة وأنت لم يكن فيك خيرا في دينك وأهل ملتك وكيف يكون لك خير فينا ولا بد أن نجازيك على فعالك وماعملت من اعمالك ثم أن هلاون صاح على رجالة وقال لهم خذوه وعلى باب المدينة اصلبوه ففى الحال قبضوا هو وولده وصلبوهماعلى باب المدينة بغداد واسقوهما أشذ العذاب (ياساده) وبعد ذلك ادعى الملك هلاون بالاساري فحضروا اليه وصاروابين يديه وكان من جملهم أمير المؤمنين شمبان المقتدر فلما وصل الخليفة الى المدينة نظر واذا به رآي الوزير وهو مصلوب هو وولده فتعجب من ذلك وقال الحمد لله الذي ايدنى بنصره المبين واوقعك فى بفيك وجازاك على فعلك ولقد صدق من قال هذه الابيات متي أرى عدوى ميتا وفي الحرير مكفنا وارفص برجلى قسبره وأقل له ها من أنا من عاش بعد عدوه يوما فقد بلغ المني قال ثم سار الخليقة هو ومن معه من الرجال وهو يحجل في السلاسل والاغلال حتي انه وقف بين يدى اللعين هلاون فلما رآه ارتعدت فرائصه وخاف منه وامر في الحال بسجنه ولم يكلمه كلمة واحدة وذلك هيبة من الله تعالى فعند ذلك اخذوه بعض الرجال وادخلوه الى السجن هو ومن معه من الرجال وفى ارجلهم القيود الثقال وفي اعناقهم السلاسل والاغلال فلما رآي أمير المؤمنين نفسه على ذلك الحال قال كلمة لا يخجل قائلها (لاحول ولاقو الا بالله العلى العظيم) ثم انه بكا وآن واشتكى وانشد يقول اسلمت امري لرب السماء قدير على تيسير كل عسير
صفحة ١٠
============================================================
رازق الانام وصنعه التدبير رب المشارق والمغارب كلها وجملته خبير ولمم بصير به استمنت حقا على العدا لهى توسلت اليك باجمدا تكن لي نصبرا يااعز نصير ونجي من حرفي وزفير واطلق صراحى بمسا حل بى فقد كان منك الوعد والتقدير وجدلي بالخلاص على رغم العدا ثم الصلاة على الحبيب محمدا نبى الهدى والسراج المتير قال الرلوى فهذا ما كان من الخليفة وأما ما كان مني العين هلاون فانه جلس على كرسى بغداد وحوله عساكر هو الاجناد وبات تلك الليلة في اهناء مايكون من البيت ولما ان كان من الغد جلس على الكرسى وحوله أرباب الدولة وصار يحكم فى العساكر قدر ساعة زمانية فبينما هو كذلك اذا دخل عليه من باب القصر خمسة وسبعون من الاكراد وعليهم آثار العبادة وهم متقلدين بسيوف من خشب وهم ينادون لا اله الا الله محمد رسول الله فلما رآهم اجمعين اللعين هلاون قال لمن حوله ماهؤلاء فقالوا له (اعلم) يا ملك الرمان حفظتك النيران ان هؤلاء من فقراء المسامين وآظنهم انهم ما أتوا الي هاهنا الايهنوك بسلامتك و يطلبوا احسانك وهم يذكرون الله تمالى ويذرون فى الارض ويأكلون من رزق الله ويطوفون البلاد ريحبونهم كل العباد (قال فلما) سمع الملك ذلك قال يا قوم انى آريد أن أنظر الى ذكرهم وكيف انهم يذكرون ربهم فعنسد ذلك أمروهما بالذكر فقام المقدم عليهم ونصب حلقة من الذكر في داخل القصر فلما رأى اللعين هلاون ذلك قال وخق النار ما هذا الا جنون وأي جنون ثم انه صاح على من حوله يا ويلكم أضر بوهم وعن هذا الكان أخرجوهم فعند ذلك صاحت الاكراد بعلو أسواتهم ونادوا الله اكبرالله اكبرفتح الله ونصر وأخذل من كفر فأجابهم من خارج القصر سبعون ألفا من الاكراد وهم ينادون يا كريم يا جواد الصرنا على أهل العناد والشرك والفساد وكان المقدم على تلك
صفحة ١١
============================================================
الاكراد رجل يقال له يوسف صلاح الدين فقام على حيله وماقصد الا السجن الذي فيه أمير المؤمنين وضرب باب السجن بلده فانكسر الباب باذن مسبب الاسباب ثم انه أشار على من كان داخله من المؤمنين الاسرى فتساقط الحديد من أعناقهم وخلصوا بما هم فيه من الاثقال فحرجوا وبأيديهم السيوف الصقال وصاحوا على أهل الكفر والضلال وأسقوهم شراب الوبال يا سادة ثم أن الاكراد حروا سيوفهم ملى خشب قابلوا الكفار بالويل والعطب وما كانت الا ساعة من ساعات النهار حى شرب الكفار كاس البوار ومانجا منهم لأكبان ولا صغارالا انهم فنوا بقوة الجبار وقد نصر الله المؤمنين الابرار على عباده البار وما هرب الا اللعين هلاون وصحيته اثنين لا يزيدون وقد هج على وجهه فى الفلالة وهو لا يصدق بالنجاة من شرب كاس الوفاة (قال الراوى) وكان السيب فى مجىء هؤلاء الاكراد الايويية سبب عجيب وحال غريب وسنذكره ان شاء الله على الترتيب بعد الصلاة والسلام على النبي الحبيب وذلك انه كان بين وادي بكر وبين بقداد قبيلة من جملة قبائل العربان وكانت تنسب بقبيلة الاكراد وكانوا هؤلاء من نسل الاشراف من قريش يقال لهم الاكراد الايوبية ينسب الي حبيب النجار رضى الله عنه وان هذا حبيب كان له سر عجيب وكان السبب انهم سموه حبيب النجار لا نه كان يتجر الخشب بالخشب فسبحان من أعطى ووهب (يا سادة) وكان له كرامات لم تخقى على سائر المخلوقات قال ولما يريد الله تمالى من انفاذ حكمه ومجرى مشيئته ان قد أخذ تلك الاكراد وجاءها سيل أعاق زرعها ونزل الثلج فقتل مزارعها وآخربت الارض وقد أعياهم الامر في ذلك وأيقنوا الجميع بشرب كاس المهالك فذهبوا الى كبيرهم وكان يقال له يوسف صلاح الدين الكردي وشكو اليه حالهم والذي أصابهم وقالوا له يا سيدنا قد خربت الارض وقل متاعنا ولم ييق لنا قيها معاش فانظر لنا أرضا خصبة غير هذه الارض فقال لهم يوسف صلاح
صفحة ١٢
============================================================
الدين لما سمع ذلك الخطاب دذا هو الصواب والامر لا يعاب ثم انه قام من
ساعته وأحضر رؤوس أمل عشيرته وقد جمع من الاكراد سبعين الفا وقال لهم سيروا بنا الى عند أمير المؤمنين لنشكي له ما قد حل بنا من العذاب المهين قلعل أن يعطينا أرضا خصبة تقيم بها فقالوا له شأنك وماتريد ونحن هن آمرك لا نحيد (ياسادة) ثم انهم تهيئوا للمسير وسرعة الجد والتشمير وصاروا: يقطمون القفار بلا معرفة الى آن وصلوا الى الطريق وبينماهم سائرون وقد لاح طهم شخص فى للبرية يوحد رب البرية وله وجه كأنه القمر اذا اكتمل فى ليلة أربعة عشر وهو يسح الله تعالى ويذكر سيد البشر فخر ربيعة ومضر وما زال فى ذكره الى أن تقربنا اليه وتقدم يوسف صلاح الدين وقبل يده وقد فعلوا قومه كفعله فقال لهم الشيخ الى أين تريدون ياكرام هداكم رب العباد ودلكم الى طرق الرشاد فقالوا له تريد مدينة بغداد لان آرضنا آجدبت علينا نريد أن نسير الي آمير المؤمنين يعطينا أرضا عيرها فقال لهم الشيخ نعم ما رأيتم وما به أشرتم ولكن اتبعوتي حتى قول لكم ما تقعلون وما أنم تقدمون فقالوا له سمعا وطاعة ثم سار الاستاذ وسار الجميع من خلفه الي ان لقبن الي مغارة وقال لهم اقلعوا ما عليكم من الملابس والبسوا هذه الازلاق وتجملوا بالسيوف الخشب والاتراس الجميز فوعزة الله تعالي انهم يقومون مفام السيوف واسقوا الاعداء كاش الخوف واني قد سألت الله سبحانه وبعالي ان يلبسكم الولاية انتم وذرياتكم ويعطيكم الهداية والرعاية وتدركم العناية من رب البراية فقبلوا الجميع يده وقالوا رضينا بما اشرت به ثم انهم خلصوا ما عليهم منمالملابس ولبسوا الازلاق وتقلدوا بالسيوف الخشب والاتراس الجميزوقد البسهم الله الولاية وشرفهم بالهداية فقال لهم الاستاذ الان صرتم من هباد الله الصالحين فيجب عليكم نصرة اخوانكم المؤمنين فاذهبوا الآن الى بغداد دار السلام وخلصوا الامام ومن معه من الاسلام فانه فى القيود والضر وقد
صفحة ١٣
============================================================
عمل عليه الوزير ودبر عليه التدبير ورد الله كيده فى نحره وهو اللطيت الخبير اته على كل شىء قدير فاذا وصلتم الى هناك فجردوا سلاحكم ونادوا بالتكبير والصلاة على البشير النذير والسراج المنير فتعجب من صنع اللطيف الخبير ثم أن الاستاذ تودغ منهمو انصرف عنهم بعد مادعالهم وكان هدا الاستاذ حبيب النجار رحمه الله تعالى فهذا ما كان منه وأما ما كان من أمر الاكراد نأنهم ساروا وجدوا المسير وهم يذكرون الله من غير تقصير الى آن دخلوا مدينة بغداد ورآتهم كل العباد وقد طلعوا الديوان وجرى ما جري من ذلك الامر والشأن وقتلوا الكفار عن آخرها كما وصفنا (قال المؤلف) وعدنا الى صياقة الحديث والخبر بعد الصلاة والسلام على خير ربيعة وقريش الذى انشق له القمر فان الخليفة شعبان المقتدر بالله لما قتلت الكفار أقبل على الاكراد بنفسه وصار يقبل ايديهم ويشكرهم ويتي عليهم ثم انه جلس على تخت بفداد وقد علامواتب الاكراد واجزل لهم العطايا بالازدياد وافرد لهم مكانات ودورو قصور ورتب لهم الطعام وزاد لهم في الا كرام وقال طهم لابد من أكل ضيافي ولا تبرحوا من عندى الا بعد تسعين يوما فقالوا سمعا وطاعة يا آمير المؤمنين وخليفة وب العالمين كان الله لك معين وحافظا وشائرا وأمين بجاه سيد المرسلين ثم أقاموا الاكراد على كرمى ملكته ودارت به آرباب دولته ورؤوس قيبلته وجلست الاكراد من حوله وقدهنوه بسلامته وجعلوا له وزيرا من الاكراد على ميمنته وآخر على ميسرته فدعا أن استقر الملك فى جلوسه سألته الاكراد عن سبب هذه الفتنة ومن فعل تلك .
المحنة فأخبر هم بما جري من أول الامر الي آخره واطلعهم على باطنه وظاهره ثم أنه بعد ذلك بكا من شدة الفرح وازالة الهم والترح وقد تذكر ماجري عليه مق قصته وما اعستراة من بليته فانشد كل ذلك في قصته وجمل يترنم ويقول
صفحة ١٤
============================================================
ولم يسكن لى ضد ولا معان لقد كنت سابقا فى أمان وأرى الجميع بالعدل والاحسان وكنت آظن الناس خيرا لجيع العسالمين والاخوان.
واطلب العز من رب الهدي وارجوا من الله منة وامان واطلب لهم السلامة كل وقب وحكمى نافذ على الفقلان وكنت فى عز مهابا مؤيدا جاء دهري على وارمان فبالامر المقدر من رب السما وبغيا وحدا منه ثم عادان وأفار على الوزير ظلما وامن آهوان وري بهتان واقام جيوش الكافرين جمعا وراموا قتالي وضرب طعان فساروا الى الجميع باسرهم وأسلمت آمري للعلى الديان وقد وقمت قى الاشراك حتما ولقساه كل مضرة وهوان وجازاة الله حقا يفعله فيانعم الصالحين اولى الامان وارسل لي الصالحين عبادة ومانجا منهم غير اثنان كسر واجيوش الكفروماحوي فاحياني رب الانام وهنان ولقد كنت آيست من البقاء ورفعى ربي اعز مكان ورد على ملكى تفضلا وانتم بغيتى ومنيتى وامان واني اليوم سابق عبد رفكم وصل يااله علي المصطفي احمد المبموث الهاشمى العدنان قال الناقل فلما فرغ أمير المؤمنين من ذلك الشعر والنظام وماقاله من ذلك الكلام وطرب كل من كان قدامه وشكرته الا كراد على فصاحته وبلاغته فشكرهم واثنى عليهم ولما ان كان ثانى الايام آمير المؤمنين وأجلس يوسف صلاح الدين وكيلا عنه فى بنداد وقال له يا آخى اعلم اني آريد ان آخذ ممى جماعة وآطلب البر لاجل الصيد والقنعن واغتنام اللذات والفرص فقال له الامر اليك يامولاي افعل ما تريد فا نحن لا من جملة العبيد ثم ان الخليفة
صفحة ١٥
============================================================
شعبان المقتدر أخذ معه مائة من الرجال الفرسان وترك الاكراد فى الديوان ونزل طالب الصيد هو والمائة فارس الذي معه وقدصاروا الى الخلوات وتوطنوا في الفلوات وغابوا ثلاثة أيام وصادوا شييا كثيرا وعادوا في اليوم الرابع ولما ان دخلوا الي بغدادوسار امير المؤمنين في شوارعها ونظر الي قصورها واذا به قد وجد عقدا من الجوهر معلقا على دكان واحد جواهرجى فتامله واذابه عقدا من عقود السلطنة وكان الملك شعبان المقتدر اعطا ذلك العقد لابنته وسنذكر كل شىء في موضعه قال الراوني وكان لهذا العقد. سبب عجيب بعد الصلاة على النبى الحبيب وهو ان الملك شعبان القتدر بالله كان عديم الخلف من ذرية البنات وكان لم يرزق بهن فى تلك السنوات وهو يحبهن اكثر من القلمان وكان متولع بهن فقام ليله من الليالي وسأل الله تعالى بعد أن صلى ركمتين في جوف الليل ودعا الله أن يرزقه ذرية من البنات فاستجاب الله دعطاءه ورزق ببنت كانها القمراذا بدر ليلة أربعة عشر فسماها فاطعة ولماتمت الرضاع ومشت وتكامل لما من الممر سبع سنوات فن محبته لها قد فصل لها بدلة من الدروآلبسها اياها وجعل العقد ي عنقها وقد رآها بعد خروجه من السجن وانها قد آتت اليه وقبلت يده وسلت عليه وهنته بسلامته فقال لها أهلا وسهلا ومرحبا ياسيدني فاطمة يا بني أنت الآن مثل شجرة الدر كفاك الله شر كل بؤس وضر فكنيت بشجرة الدر من تلك الساعة وبعد ذلك سار الى الصيد والقنص كما ذكرنا والسيدة فاطمة بعد مسير آيها جلست فى شباك قصرها في يوم من الايام وكان نحت القصر رجل سائل وهو يقول هنييا الى فاعل الخير تصدقوا ترزقوا خير المعاطي ما كان لله فلما آن سمعت السيدة فاطمة شجرة الدر ذلك رق قلبها وحتت أعضاؤها وقالت في تفسها اخير ما عندي هذا العقد ثم انها اثزرعت
صفحة ١٦
============================================================
المقد من عنقها ورمته الى السائل فلما رآه السائل فرح به وأخذه وسار من ساعته وهو فرحان ولكنه ما يعلم له ثمن (ياسادة) ثم سار به الى السوق وصار ينادي عليه فآخذه منه رجل جواهرجى عائة ذهب وفرح بذلك السبب وقال له الجواهرحى من أين لك هذا فقال له يا مولاي انهم تصدقوا به علي أهل الخير كقاهم الله الشر والضير فالله يصل من أوصلى الى هذا ثم انه أخذ المائة الذهب وفرح بذلك الامر والسبب وسار الى حال سبيله فلما عاد المقتدر ونظر الى ذلك المقد هرفه فأقبل على الدكان وقال للجواهر جي أخيرنى بالصحيح ودع عنك التلويح من الذي إعك ذلك المقد المليح فقال يا سيدي رجل سائل باعه لي وقد ذكر لي وقال لي ان أعل الخير تصدقا به علي (فلما) سيمع المقتدر ذلك من الجواهرجى تعجب وقال في تفسه لا بدأن السيدة فاطمة شجرة الدر طلت من شباك القصر فاتفك العقد من عنقها وسقط الى الارض غصبا عنها فأخذه هذا الرجل وسار به الى هنا وباعه الى ذلك الجواهرجى قال ثم ان المقتدر التفت اليه وقال له ياهذا بكم اشتريت العقد من السائل فقال له يامولاي اشتريته بخمسة آلاف دينار فقال له الخليفة اعلم ياهذا لابد لي من أخذالعقد وأزيدك على ثمنه ثم انه أخذ المقد منه وأمر له الخليفة بعشرة آلاف دينار ثم أن المقتدر أخذ المقد وجعله داخل جيبه وسار الى أن وصل الى سرايته وصعد الى زوجته وجلس في قصره على مرتبته فأقبلت فاطية شجرة الدر اليه وقبلت يديه فنظر الخليقة الى عنقها فلم ير عقدها فقال لها يا فاطمة أين العقد الذي معك ما هو الآن فى رقيتك فقالت له يا سيدي هو عقدي في ربعيي واني محترسة فيه غاية جهدي وقوتى فقال لها لاى شى تركتيه ومن عنقك قلمتيه فقالت له من شدة الحر لانه من الجواهر (يا سادة) وكان المقتدر يالله محب فاطية شجرة الدر حبا شديدا ما عليه من مزيد لانه ماعنده غيرها وهو مشفق بمحبنها ويقال انها ليست ابنته وانما هي بنت الكامل بالله وهو والده
صفحة ١٧
============================================================
وهي أصفر منه سنا وقد أحبها محبة شديدة وقيل انها بنت جارية بيضاء رقيقته وأخذها منها وجعلها ابنتها ولكن الاصح انها ابنته من ظهره بلا محال والما ذكرنا ذلك لاجل اختلاف الاقوال (قال الراوى) فلما سمع الخليفة المقتدر منها ذلك قال لها يابتي قومي الآن والبسيه سريع والا ضربتك الضرب الوجيع فقالت له يا أبى السمع والطاعة وتامت من وقتها رساعتها ودخلت وهى خجلانة الى خزانتها وقدوفع بهاالخوف الشديد من والدها وخافت آن يعدمها وبكت وعظم احراقها وكثر شكواها وأنينها وقد حارت في أسرها فبينا هي باكية واذا قد أقبل عليها رجل من داخل المكان وهو يقول يا رحيم يا رحمن ثم انه تقدم اليها وقال لها لا تخافي ولا تحزلي فأنا الرجل الفقير الذي أخذت العقد تنك وقدعاملت ربك فى الوسع وهو قد عاملك فى الضيق فافتحى الربعة ترين العجب من ذلك الامر والسبب واذا سرت الى عند والدك وذهب عنك الهم والقهر فتمي عليه آرض معر قانك تنال بذلك العز والنصر فقالت له ياسيدى آنت من تكون من عباد الله الصالحين زادك الله التوفيق والبنين فقال لها أنا الرجل الفقير الراجي رحمة القدير عبدالله ين عطاء الله ثم انه دعا لها بخير وانصرف الاستاذ الى حال سبيله قال وأماالسيدة فاطمة شجرة الدرفانها فتحت الربعة واذا العقد فيها فأخرجته وفي هنقها ليسته وخرجت يه الى عند أبيها والعقد مضي في رقبتها فلما أن رآها كذلك تعجب ومديده لينظر العقدالذى معه فلم يجده فزاد عليها غضبه وتخيل له ان ذلك سحر منها ثم انه صاح عليها وقال لحا ياقاجرة نخن مسلمون ومتوكلون على رب العالمين وما نعرف الاسحار في الذي علك هذا السحر والاثار وأناقد وجدت العقد عند الجواهرجي وأتيت به معي وأمرتك انك تأت به من خزانتك فذهبت من حينك وخرجت به أنت قأخبرينى ما السبب فى هذه الاموروالاحكام والاضربت عنقك بهذا الحسام وأسقيتك كاس الحمام
صفحة ١٨
============================================================
قال فلما ممعت ابنته منه ذلك الكلام ولظرت بعينها الحسام أخبرته بالخبر من أوله الي آخره وكففت له عن باطن الامر وظاهره فلما تحقق منها ذلك قال لها أنت محبوبة لله تعالى ولا وليائه الصالحين نمني تعطى يا فاطمة فقالت تمنيت على الله ثم على جانب أبى أرض مصر تكون لي وباسمى فلما سمع الخليقة مقالها أجابها الى مرادها وقال لها ان الله آعطاك وبلغك مناك ثم انه كتب حجة من وقته وساعته بذلك الذي طلبته فأخذتها عندها وجعلتها في خزانتها وقد فرحت بما نالها وشكرت ربها على ما أعطاها وكيف ان مصر صارت لها وكان ليس فى زماتها مثلها ولا في فصاحتها فأنشدت تقول سأحمد دبى فى كل ساعة على نسمة لم أقدد أمضيها قد من علي الكريم بفضله وبلغنى من الدنيا أمانيها وهزبي رب الانام بعزه واعطانى معاطى لم اقدر اكافيها فله الحمد شكرا ومنة على وهبه مصر اياي ومافيها (قال الراوي) فهذاما كان من امر السيدة فاطمة شجرة الدر وآماما كان من امر الخلية المقتدر بالله لانه لما سمع منها مقالها قبل رأسها ونزل الى الديوان وجلس على كرسى مملكته ودارت به أرياب دولته والحجاب والنواب واقغين في خدمته وكان الاكراد هنده في ضيافته كما ذكر نافي أول الديوان كمافدمنا ثمان الخليقة قد زاد لهم في الاكرام وزاد لهم في الطعام فلما ان كان يوم من بعض الايام والخليفة جالس على سريره واذا بغبار قد ثار وعلى وسد الافطار وانكشف الغبار وبعد ساعة ظهراللعين عبد يزيد ومعه عسكر جرار كا نه البحاروهم مقبلون مثل الظلام فقابلهم القوم الكرام واذا بهم القوم الئام عبادة النار الاعجام ياساده ان الملك منكتم لما ارسل ولده هلاون كما ذكرنا وأرسل أخيه على أثره كما قد منا وجاء أخيه الى بغداد وجرى عليه من الامرماقد وصفنا وهرب اللعين هلاون وفى صحبته اثنان فساروا يجدون المسير ليلاونهارا يقطعون البرارى والقفار
صفحة ١٩
============================================================
ولم يأخذهم هدو ولا قرار مدة ستة أيام ولما ان كان في اليوم السابع فبينماهم سائرين وفى سيرهم مجدين واذا بأخيه قد أقبل بالكفرة الملاعين وصحبته ثمانين ألف من المشركين فلما رأى الملعون هلاون اخاه عرفه وقد اطمأن قلبه وآمن على تفسه وسار اليه وسلم عليه فقال له آخيه عبد بزيد مالك وما الذى جرى عليك وأين العساكر والفرسان مالي لا أرى معك ولا انسان فقال له يا أخى قتلت الرجال وهلكت الابطال وحرى علينا من الامر ما هو كذا وكذا ثم أخبره بالقصة من أولها الى آخرها واطلعه على ظاهرها و باطنها فلما سمع أخيه مقاله قال له سر معى حتى آريك العجب وأبلى المسلمين بالويل والعطب لان شيخ النار قه دعالي تم انهم ساروا يقطعون البرارى والوهاد الى ان اشرفوا على مدينة بغداد فقال الخليفة ياقوم اغلقوا باب البلد كفانا الله شراهل النكد فقال له الامير يوسف صلاح الدين الكردى يا أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين لاتفعل ذلك القصة فنحن لهم كفاية وحق رب البرية فلا تقلق أبواب ديارك طيب الله أحو الك فقال الخليفة افمل ماتريد ونحن لك ولا صحابك من جمله العبيد قال الراوي فعند ذلك نهض الامير يوسف صلاح الدين من ساعته وكذلك اهله و عشيرنه وركب كل واحد جواده وقد خرجوا من بغداد وقد جردوا السيف الخشب والخليفة ودولته والاجناد متقلدين بالسيوف الحداد معتقلين بالرماح المداد راكبين على الخيول الحياد فلم يلحق كلب يزيد أن ينصب الوطاقات حى لعب السيف فيهم من سائر الجهات وسأل الدم مثل الفوارات وصاحت المسلمين عن لسان واحد الله اكبر الله اكبر وصاحوا بالتهليل والتكبير والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير فحيل للمشر كين أن السماء عليهم قد وقمت والارض من تحت آرجل خيولهم قد خسفت وارياقهم نشفت والاراضى تزلزلت والعقبان عليهم حامت والقتلا تمددت والاعين بالعما تكحلت والارض من الدما قد تطينت وطلع الغبار وهمل القفار وقدحت حوافر الخيل الشرار
صفحة ٢٠