============================================================
قال فلما ممعت ابنته منه ذلك الكلام ولظرت بعينها الحسام أخبرته بالخبر من أوله الي آخره وكففت له عن باطن الامر وظاهره فلما تحقق منها ذلك قال لها أنت محبوبة لله تعالى ولا وليائه الصالحين نمني تعطى يا فاطمة فقالت تمنيت على الله ثم على جانب أبى أرض مصر تكون لي وباسمى فلما سمع الخليقة مقالها أجابها الى مرادها وقال لها ان الله آعطاك وبلغك مناك ثم انه كتب حجة من وقته وساعته بذلك الذي طلبته فأخذتها عندها وجعلتها في خزانتها وقد فرحت بما نالها وشكرت ربها على ما أعطاها وكيف ان مصر صارت لها وكان ليس فى زماتها مثلها ولا في فصاحتها فأنشدت تقول سأحمد دبى فى كل ساعة على نسمة لم أقدد أمضيها قد من علي الكريم بفضله وبلغنى من الدنيا أمانيها وهزبي رب الانام بعزه واعطانى معاطى لم اقدر اكافيها فله الحمد شكرا ومنة على وهبه مصر اياي ومافيها (قال الراوي) فهذاما كان من امر السيدة فاطمة شجرة الدر وآماما كان من امر الخلية المقتدر بالله لانه لما سمع منها مقالها قبل رأسها ونزل الى الديوان وجلس على كرسى مملكته ودارت به أرياب دولته والحجاب والنواب واقغين في خدمته وكان الاكراد هنده في ضيافته كما ذكر نافي أول الديوان كمافدمنا ثمان الخليقة قد زاد لهم في الاكرام وزاد لهم في الطعام فلما ان كان يوم من بعض الايام والخليفة جالس على سريره واذا بغبار قد ثار وعلى وسد الافطار وانكشف الغبار وبعد ساعة ظهراللعين عبد يزيد ومعه عسكر جرار كا نه البحاروهم مقبلون مثل الظلام فقابلهم القوم الكرام واذا بهم القوم الئام عبادة النار الاعجام ياساده ان الملك منكتم لما ارسل ولده هلاون كما ذكرنا وأرسل أخيه على أثره كما قد منا وجاء أخيه الى بغداد وجرى عليه من الامرماقد وصفنا وهرب اللعين هلاون وفى صحبته اثنان فساروا يجدون المسير ليلاونهارا يقطعون البرارى والقفار
صفحة ١٩