============================================================
الاكراد رجل يقال له يوسف صلاح الدين فقام على حيله وماقصد الا السجن الذي فيه أمير المؤمنين وضرب باب السجن بلده فانكسر الباب باذن مسبب الاسباب ثم انه أشار على من كان داخله من المؤمنين الاسرى فتساقط الحديد من أعناقهم وخلصوا بما هم فيه من الاثقال فحرجوا وبأيديهم السيوف الصقال وصاحوا على أهل الكفر والضلال وأسقوهم شراب الوبال يا سادة ثم أن الاكراد حروا سيوفهم ملى خشب قابلوا الكفار بالويل والعطب وما كانت الا ساعة من ساعات النهار حى شرب الكفار كاس البوار ومانجا منهم لأكبان ولا صغارالا انهم فنوا بقوة الجبار وقد نصر الله المؤمنين الابرار على عباده البار وما هرب الا اللعين هلاون وصحيته اثنين لا يزيدون وقد هج على وجهه فى الفلالة وهو لا يصدق بالنجاة من شرب كاس الوفاة (قال الراوى) وكان السيب فى مجىء هؤلاء الاكراد الايويية سبب عجيب وحال غريب وسنذكره ان شاء الله على الترتيب بعد الصلاة والسلام على النبي الحبيب وذلك انه كان بين وادي بكر وبين بقداد قبيلة من جملة قبائل العربان وكانت تنسب بقبيلة الاكراد وكانوا هؤلاء من نسل الاشراف من قريش يقال لهم الاكراد الايوبية ينسب الي حبيب النجار رضى الله عنه وان هذا حبيب كان له سر عجيب وكان السبب انهم سموه حبيب النجار لا نه كان يتجر الخشب بالخشب فسبحان من أعطى ووهب (يا سادة) وكان له كرامات لم تخقى على سائر المخلوقات قال ولما يريد الله تمالى من انفاذ حكمه ومجرى مشيئته ان قد أخذ تلك الاكراد وجاءها سيل أعاق زرعها ونزل الثلج فقتل مزارعها وآخربت الارض وقد أعياهم الامر في ذلك وأيقنوا الجميع بشرب كاس المهالك فذهبوا الى كبيرهم وكان يقال له يوسف صلاح الدين الكردي وشكو اليه حالهم والذي أصابهم وقالوا له يا سيدنا قد خربت الارض وقل متاعنا ولم ييق لنا قيها معاش فانظر لنا أرضا خصبة غير هذه الارض فقال لهم يوسف صلاح
صفحة ١٢