============================================================
ذلك اعاد عليه ماجرى من أول الامر الى آخره واطلعه على ظاهره وباطنه قال الراوي وهو الديناري رحمه الله فلما سمع هلاون ذلك قال له ياويلك اذا كنت أنت فعلث فى من هو من دينك لاجل حمامة فتهلكنانحن الآخرين من أجل ذبابة وأنت لم يكن فيك خيرا في دينك وأهل ملتك وكيف يكون لك خير فينا ولا بد أن نجازيك على فعالك وماعملت من اعمالك ثم أن هلاون صاح على رجالة وقال لهم خذوه وعلى باب المدينة اصلبوه ففى الحال قبضوا هو وولده وصلبوهماعلى باب المدينة بغداد واسقوهما أشذ العذاب (ياساده) وبعد ذلك ادعى الملك هلاون بالاساري فحضروا اليه وصاروابين يديه وكان من جملهم أمير المؤمنين شمبان المقتدر فلما وصل الخليفة الى المدينة نظر واذا به رآي الوزير وهو مصلوب هو وولده فتعجب من ذلك وقال الحمد لله الذي ايدنى بنصره المبين واوقعك فى بفيك وجازاك على فعلك ولقد صدق من قال هذه الابيات متي أرى عدوى ميتا وفي الحرير مكفنا وارفص برجلى قسبره وأقل له ها من أنا من عاش بعد عدوه يوما فقد بلغ المني قال ثم سار الخليقة هو ومن معه من الرجال وهو يحجل في السلاسل والاغلال حتي انه وقف بين يدى اللعين هلاون فلما رآه ارتعدت فرائصه وخاف منه وامر في الحال بسجنه ولم يكلمه كلمة واحدة وذلك هيبة من الله تعالى فعند ذلك اخذوه بعض الرجال وادخلوه الى السجن هو ومن معه من الرجال وفى ارجلهم القيود الثقال وفي اعناقهم السلاسل والاغلال فلما رآي أمير المؤمنين نفسه على ذلك الحال قال كلمة لا يخجل قائلها (لاحول ولاقو الا بالله العلى العظيم) ثم انه بكا وآن واشتكى وانشد يقول اسلمت امري لرب السماء قدير على تيسير كل عسير
صفحة ١٠