12 لزامني نصحك ، لما ملكقلبي من ذكاء عقلك ، واقتصارك بيعلى الحبس وعفوك عن عقوبة كنت آتوقع التلف معها . فقال له : قل يا مبارك قال : معي صاحب خبر آخر فاين آردت آن تحتاط فاحبسنا جميعا إن رأيت ذاك ، أيها الأمير ، صوابا . فقال له : بارك الله عليك ، وأين يكون * قال : في موضع نجتمع فيه من ليل إلى ليل، قال: فخذ معك من تريه إياه ، حتى ياتيني به قال : آفعل فانفذ معه بعض حجابه ومضى معه ، ولم يزل يترقب موافاة صاحبه حتى وافى في آخر النهار فعرفه معرفة احمد بن طولون به ، وقبضه عليه ، فسمعه الحاجب وهو يقول له : فما الذي قلت له * فقال : اعترفت بالصدق ، فقال له : جودت ، الصدق آحمد عاقبة ، وإن سالني صدقته ، وأحسبك ذكرت اله مكافي معك ، فوجه هذا الرجل معك ليحضرفي إليه قال : نعم قال بسمعا وطاعة ، امض بنا . ووافيا والحاجب معهما إلى أحمد بن طولون . فعرفه الحاجب ما سمعه منه ، فاعجبه ذلك ، وسالهعن خبر فصدقه . فقال لهما : قد نجوتما مني وتخلصت ما بصدقكما ، فارجعا الان إليه وعرفاه بمعرفتنا بكما ، وأخذنا الكتب التي كانت معكما ، وإطلاقي لكم، ووصلهما ووجه معهما من يقيهما قال آبو العباس فتحيرنا مما شاهدناه منه ، وقلنا : هذا وحي وفطن لماخامر قلوبنامن ذلك ، فقاللنا : قد علمتما اختلج بأسراركم هو وحي ، ولكنه إز كان صحيح ، وذكاء قوي بحمد الله ومنه .
صفحة غير معروفة