سيرة أحمد ابن طولون

البلوي ت. 350 هجري
94

سيرة أحمد ابن طولون

تصانيف

اني رأيت هذا الرجل فيوسط الناس وهو مشغول بالنظر إلي والتامل لي لا يطرف عني بنظر إلى جليس ولا غيره ، فارتبت به ، فكان كما ظننت . فقلت له : وفق الله الاميرو كفاه قال : وانصرف يوما من الصيد ، فاجتاز على شارع الحمراء فتامل دارا تبنى هناك ، فوقعت عينه على بعض الرقاصين 0 ، فامر باخذ فقبض عليه ، ووافوا به إلى الميدان ، فلما جلس أمر بامحضاره ،فلماحضر أمر بايحضار السياط والعقابين ، فلما نشد صاح : ايها الامير الاتعجل علي من قبل أن تسالني ، وتعلم ما عندي ، فقال : صدق حلوه . فلما تحل قال له : ادن ، فلما دنا ، قال له : عر فني خبرك، واصدقني تنج مني . قال : نعم أيها الامير آنا جاسوس الموفق ، وكانت معي كتب ففرقتها علىأصحابها، فوعدوني بكتب الجواب عنها ، فعملت رقاصا ليستتر أمري ، وأسمع وأنا في أوساط الناس من أحوال البلد وأخبار الاميرما آحفظه ، حتى آذ كره عند عودتي ان أنفذني ، كما يلزم من نصب هذا المنصب . فقال له: صدقت ، فعرفني من أصحاب الكتب ، فعرفه بهم واحدا واحدا ووكل به من أخرجه عن البلد من وقته ، وقال له : قل له قد أطلعنا الله عز وجل على ما سترته ، وآردت أذيتنا به ، وأظفرنا ونصرنا ولم يضرنا فعلك ، والحمد لله على ذلك . فلما كان في الليل قبض على (1) الرقاص : اجير البناء وهي لغة مصرية م

صفحة غير معروفة