اني رأيت هذا الرجل فيوسط الناس وهو مشغول بالنظر إلي والتامل لي لا يطرف عني بنظر إلى جليس ولا غيره ، فارتبت به ، فكان كما ظننت . فقلت له : وفق الله الاميرو كفاه قال : وانصرف يوما من الصيد ، فاجتاز على شارع الحمراء فتامل دارا تبنى هناك ، فوقعت عينه على بعض الرقاصين 0 ، فامر باخذ فقبض عليه ، ووافوا به إلى الميدان ، فلما جلس أمر بامحضاره ،فلماحضر أمر بايحضار السياط والعقابين ، فلما نشد صاح : ايها الامير الاتعجل علي من قبل أن تسالني ، وتعلم ما عندي ، فقال : صدق حلوه . فلما تحل قال له : ادن ، فلما دنا ، قال له : عر فني خبرك، واصدقني تنج مني . قال : نعم أيها الامير آنا جاسوس الموفق ، وكانت معي كتب ففرقتها علىأصحابها، فوعدوني بكتب الجواب عنها ، فعملت رقاصا ليستتر أمري ، وأسمع وأنا في أوساط الناس من أحوال البلد وأخبار الاميرما آحفظه ، حتى آذ كره عند عودتي ان أنفذني ، كما يلزم من نصب هذا المنصب . فقال له: صدقت ، فعرفني من أصحاب الكتب ، فعرفه بهم واحدا واحدا ووكل به من أخرجه عن البلد من وقته ، وقال له : قل له قد أطلعنا الله عز وجل على ما سترته ، وآردت أذيتنا به ، وأظفرنا ونصرنا ولم يضرنا فعلك ، والحمد لله على ذلك . فلما كان في الليل قبض على (1) الرقاص : اجير البناء وهي لغة مصرية م
صفحة غير معروفة