(الأعاجيب): جمع لشيء يعجب منه المتفكر في الخلق العجيب والصنعة المحكمة المتقنة، لمن تفكر ونظر نظرا صحيحا، ولايلزم في ذلك قول من زعم أن الناظر طالب لشيء لم يحصل ، وهذا يستحيل في هذا الباب.
ثم قال: (المختلفات، المدركات بالحواس، من السماء والأرض، ومابث فيهما من الحيوان، المجتلبة إلى أنفسها المنافع، النافرة عن المضار، أنها محدثة لظهور الإحداث فيها).
يشتمل هذا الكلام على أن الجسم لايخلو من الأكوان، وهي أعراض يوجد عليها، لا بقاء لها كالأجسام، فمنها: الألوان، والروائح ، والتأليف، والرطوبات، والاعتقادات، والقدر، والعجز، والكلام، والشهوات، والنفور، والحرارات، والبرودات، والفناء، والحياة، والموت، والاعتمادات ، والشبع، والجوع، والعطش، والري، والبشر، والشهوة، ترجع إلى القادرين، وبعضها من فعل رب العالمين، بل به يقال، وكذلك للمتعلمين، ليعرفوا هذه الأحوال، ويتيقنوها في الاعتقاد والمقال، فرقا بين الأجسام والأعراض، وحدها أنها تعرض في الوجود، ولايجب لها من الحكم في اللبث مايجب للأجسام، ولايصح أن تنتفي من الجسم مع وجوده. والكلام في هذا الباب يتعلق بالأسماء دون المعاني، فاقتضى أن نسهل فيه.
وجملة مايجب أن نحصل في ذلك أن الأعراض ثلاثة أضرب فمنها: مايختص المحل، ومنها مايختص بالحي ، ومنها ماينافي المحال، ولاتتعلق بحي ولامحل ، ذكر أنها تختلف في أنفسها، وتدرك في أسها بالحواس، خلافا لبعض أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم من العوام.
وكان الصاحب الجليل أبو القاسم إسماعيل بن عباد يقول: إذا اختلط الأسود بالأبيض رئي كأنه أغبر.
صفحة ٢٦