وخبر الحسين مشهور لايحتاج إلى ذكر، وكان ورد كتاب عبيد الله بن زياد أن تواطي الخيل على ظهره. ففعل ذلك، وسيق أهله ونساؤه على الأقتاب إلى دمشق.
وطلب بعده زيد بن علي عليهما السلام وهو أحد الأئمة، حتى روي عن الزهري وهو إمام أصحاب الحديث ، أنه قال: ذلك زيد بن علي ، فقتل وصلب وأحرق. وقتل ابنه يحيى.
ثم قتل في أيام بني العباس النفس الزكية، وهو: محمد بن عبد الله أحد أئمة الزيدية، ثم قتل بعده أخوه إبراهيم بن عبد الله، فكانوا بين مقتول ومطرود، ومخف نفسه وكاتم نسبه، فكيف ينشر العلم والحال هذه.
وروي أن القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليه وهو أحد أئمة الزيدية كان متواريا أربعين سنة، ومازالت هذه حالهم إلى أن ذهبت دولة العباسية بظهور الجيل والديلم.
هذا هو السبب في خفاء فضلهم وعلمهم، وكان سبب ظهور علم العامة، ولي أبو يوسف القضاء من قبلهم، فانتشر علم أبي حنيفة، ثم ولي محمد بن الحسن ، والحسن بن زياد ، فهذا معنى قوله عليه السلام: (والمؤمن وحيدا خائفا) لهذه العلة.
صفحة ٧٠