(فمن هذه الأخبار ما هو في أصله منسوخ، ومنها ما هو في مخرجه عام، وفي معناه خاص، ومنها متشابه يحتاج إلى بيان، ومنها ما حفظ أوله ونسي آخره، ومنها ما روي مرسلا بلاحجة فيه، ولا تبيان لمتدبر به).
فبين عليه السلام أن الأخبار التي تحتاج إلى معرفة أحوالها وأحوال رواتها على ستة أوجه عنده (ع).
فالمنسوخ، مثل خبر شاة سودة بنت زمعة، حيث روت: « هلا انتفعتم بإهابها ».
وروى غيرها: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال قبل موته بشهر: « لاتنتفعوا من الميتة بشيء ». ومثل هذا من الأخبار كثير.
ومنها ما هو في مخرجه عام وفي معناه خاص، مثل خبر أبي ذر.
ومنها: متشابه يحتاج إلى بيان، مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: « لاتنتطح فيها عنزان ».
« ومن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه » ، « من فارق الجماعة مات ميتة جاهلية » ، « من سره أن يسكن بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ».
وأما ما حفظ أوله ونسي آخره فكثير، ولقد قال أمير المؤمنين علي عليه السلام في غير موضع واحد عند تقريره على من خالفه: حفظت ونسيتم، « ألا وإن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه، والذي بعثه بالحق نبيا لتبلبلن بلبلة ، ولتغربلن غربلة، ولتساطن سوط القدر ، حتى يعود أسفلكم أعلاكم، وأعلاكم أسفلكم، وليسبقن سابقون كانوا قصروا، وليقصرن سابقون كانوا سبقوا ، والله ماكتمت وشمة ، ولاكذبت كذبة، ولقد نبئت بهذا المقام قبل هذا اليوم ».
صفحة ٥٨