وروي عن عمر أنه كان ينكر على أبي هريرة كثرة الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: لتتركن الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو لأنفينك إلى جبال دوس.
وفيما روي مثل الشاذ والغلط في تأويله أنه يجاء بجهنم من مكان إلى مكان، وأن الله على عرش، ويقولون العرش السرير.
ورووا أخبارا شاذة، في مثل ذلك، من المجيء، والنزول، والذهاب، والبعد، والافتراق، والاستواء، والنظر، وخروج ناس من النار، وقد صاروا فحما وحمما.
وهو كما قال عليه السلام: (سبيلها الشذوذ والغلط في التأويل).
(وفي معرفة مخرج الخاص من العام) ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: « أصحابي كالنجوم ».
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: « إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ».
عموم يحتاج إلى تخصيص، وجملة تحتاج إلى تفسير. « علي أقضاكم » « أبي أقرؤكم ».. « أعرفكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ».. « ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر الغفاري » ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: « يد الله مع الجماعة » ، ومن هذا القبيل من الأخبار كثير لانأتي على شرحه في كتابنا هذا، ولانشرح تفصيل هذه الأخبار، لأنها مشروحة عند أهل العدل والتوحيد، بخلاف من حملها على ظاهرها واحتج بها على مخالفه.
صفحة ٥٧