(وقد تجيء بين ذلك أخبار بعضها مستحيل كونه في العقول، ويبعد أن يجيء بمثلها رسول، لما فيها من الكذب والزور، ولن تجيء هذه الأخبار مجيء إجماع أبدا، وإنما سبيلها الشذوذ، والغلط في التأويل، وفي معرفة مخرج الخاص من العام، وفي معرفة المحكم من المتشابه).
وقد ذكرنا شروط الصحيح من الأخبار، وأما المستحيل من الأخبار، فكمثل ماروت العامة من الأخبار المستحيلة في العقول كذبا وزورا على الرسول.
قالت الحشوية: إن معبودهم في صورة شاب أمرد.
ومثل مارووا أن الله تعالى أجرى الخيل فخلق نفسه من عرق الخيل.
ومثل مارووا: رمدت عين الرب فعادته الملائكة.
فهذا الضرب من دسيس الملحدة ووضعهم، فإنهم كانوا يقصدون الإفساد على المسلمين بهذا الجنس.
وروي عن بعض الملحدة أن السلطان كان أمر بقتله، فقال: افعلوا ماشئتم فقد حللت لكم الحرام، وحرمت عليكم الحلال، ودسست عليكم في أحاديثكم أربعة آلاف حديث.
وعلى هذا روي عن بعض كبار أصحاب الحديث أنه قال: نصف الأحاديث كذب.
صفحة ٥٦