============================================================
الواضح الوجيز وهذا النوع من الفن يختلف عن أسلوب الرازي تمام الاختلاف.
ق سم الباب الاول من كتاب "الرياض" الي ثمانية وثلاثين بايا وهو مكرس لموضوع كمال النفس ، يقول مؤلف كتاب "الاصلاح" : ان النفس تامة وهي مصدر تام كامل جاءت من الكمال لان العقل هو الكمال ، ويقول مؤلف "النصرة" مخالفا هذا : بأن مؤلف "الاصلاح" لا يعلم بأن التام هو ارفع و أكمل من الكمال لأن الثاني اي الكمال هو من خاصية الاول ولذلك وصف فيه ، ولهذا فأن الكامل الذي يحمل هذه الصفة بكون ارفع واسمي من خاصته الملحقة به ، فالكامل موجود ومتي وجد الكيمال بصبح تابعا وليس متبوعا .
وهنا يحتدم الجدال ما بين الواقع والخيال فيكشف مؤلف "الرياض الغطاء عن الخطأ المنطقي بدلالته علي ان مؤلف كتاب " الاصلاح" لم يعن بالكمال الكمال عامة ، بل الكمال الأعلي أي العقل والعقل هو علة وجود النفس الكاملة التي اصبحت معلولة به ، والمعلول لا يمكن ان يكون أسمي من العلة ، لهذا فأن رأي الكرماني يوصلنا الي الاعتقاد والقول بأن هم السجستاني علي الرازي لم يكن في موضعه ولا صحيحا . ثم ينتقل الكرماني فيأخذ رأي الرازي الذي يقول : بأنه بالرغم من ان النفس هي كاملة غير ان أفعالها ليست بكاملة أيضا حيث ان هذه الافعال ترتكز علي الوقت بينا النفس مي انبعاث العقل والعقل هو كائن بذاته مؤلف من الابداع والزمن والكمال عكس النفس التي هي منبعثة من الزمن وتعتمد علي الامداد الذي يأتيها من العقل ، وهذا لا يؤثر أو يجعل مادتها متواضعة كما هو الحال في العقل كونه معتمدا علي الارادة الالهية ، فهذا لا يعله وضيع المادة لهذا الكمال أو عدم الكمال اللذين هما وليدا النفس وليسا مادتها وقد يعود الي القول بان جميع ماجاء في الباب الأول من كتاب
صفحة ٢٥