منتدي سور الأزبكية) ه وس سلسله المخطرهات العربا 173 64)117 2 24
عاليفت الاعيالاسماعيلرالأجل لولتل برب قلاتوالكااني بجالعراقيع) في الحكمبينرالصارين،صلجين الأصلاح والنضق ييقوتعشيم عسام دار للعقافة وه لبنان
صفحة ١
============================================================
1/حم سو1 ه 2ح018ا7777.6004548
صفحة ٢
============================================================
"كتايض"
صفحة ٣
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحة ٤
============================================================
11 11 ترر4 2 2 0 1 10 تاجل س
في الكمبينالصارين،صاجيالأصلاحوالنضق شاليفت الاعيالإبسماعيليلاجل لالترلعيربقبلاتوالكواني بجالوراقين) 1 تحقيفوتعييم عارفسامر: 8-التقافة سبروبت
صفحة ٥
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحة ٦
============================================================
المقت كان العالم الاسلامي في اواخر القرن الثالث للهجرة المحمدية منطبعا بطايع العلم والفلسفة والآداب ، تسيطر علي دائرته الثقافية وعلي مجتمعه العلمي دعوات جديدة ، وخلافات عقائدية متشعبة، وجدل كلامي لم يكن نتهي عند حد او يقف في مكان معين . وكم هو مفيد للباحث الذي يريد ان يتعمق بدراسة منشأ تلك الخلافات أن يحاول الاطلاع علي آراء الكتاب والعلماء الذين عاشوا في ذلك العصر البعيد ، وتركوا آثارا علمية وطرقا جديدة للتعبير بالنسية لعصرهم وفهمهم للقضايا الفلسفية ولمدي اجتهاداتهم بتفسير النصوص وتأويل الآيات فيستطيع عندئذ آن يكون رأيا معقولا ينفذ منه الي الواقع والحقيقة .
لقد كانت الخلافات المتوه عنها تخرج في اكثر الأوقات عن نطاق المناقشات الشفهية التي كانت تثار في النوادي والمراكز العلمية فتتطور ال محاضرات طويلة تبرز علي صفحات الكتب واللشرات . ومن الفرق الي ساهمت بقسط واقر في هذا المجال "الاسماعيلية " ولكن من الغريب جدا اننا لا نري هذه الفرقة تنتهي من جدلها الكلامي مع الفرق الاخري حتي تأتي وتخوض جدلا آخرا ولكن من لوع جديد ، انه جدل بين
صفحة ٧
============================================================
دعاتها انفسهم ، وفي هذا الدليل الواضح علي حرية فكرية كانت تسود حياتهم ، وتجرر من القيود يسيطر علي المجتمعات المحافظة ويضرب تطاقا حولها فيلزمها بعدم الشذوذ والايتعاد عن المخطط القديم الموروث .
ان أول جدل او بلغة أصح أول مناقشة علمية فتحت للاسماعيلية الآفاق الجديدة ، ونقلتها الي جومن أجواء التحرر العلمي البعيد ، وجعلتها موضعا للتخمينات والتقولات في العالم الاسلامي ، ظهور كتاب "المحصول" .
وهذا الكتابوضع موضع التداول في بداية القرن الرابع مجري او العاشر ميلادي، ويلسب الي الداعي السوري الأكبر "محمد بن احمد اللسفي " الذي كان له الفضل بتحويل مذهب الدولة السامانية في اذربيجان الي الاسماعيلية ، وقد أعدم سنة - 331 هاو 942م - كما جاء في كتاب " الفرق بين الفرق ، لمؤلفه عبدالقادر البغدادي ، ومن الغريب جدا ان " حجة العراقين ، وداعيها الأكبر وفيلسوفها الأعظم وحميد الدين احمد الكرماني " الذي ناقش الموضوع وتعمق ببحثه لم يأت علي ذكر مؤلف "المحصوله پل كان حديثه متصبا علي " أبي حاتم الرازي ، وأبي يعقوب السجستاني" ، قلا بد اذت من وجود اسباب جوهرية خاصة لهذا التجاهل تبرر ذلك ، ولربما يكون كتاب المحصول" ملسوبا الي النسفي خطأ.
ومهما يكن من أمر فأن الاستحسان الذي ناله كتاب " المحصول لدي مفكري الاسماعيلية وطبقات علمانها في ذلك الحين حفز ابو حاتم الرازي الداعي الأول في شمال غربي فارس فألف كتابا ناقش فيه ما جا ي كتاب "المحصول، وسمي كتابه "الاصلاح" . ومن الواضح ان الاراء الي أوردها الرازي سبيت رد فعل لدي داع آخر كبير اسمه ابو يعقوب السجستاني فأعتبرها بخالفة للحقيقة وللأصول وهذا ما جعله يعمد الي تأليف كتاب يناقش فيه آراء الرازي سماه "النصرة" وقد انتصر فيه لمؤلف المحصول " وهاجم فيه أبا حاتم الرازي بلا هوادة ، والظاهر ان كتاب
صفحة ٨
============================================================
النصرة من جملة مؤلفات السجستاني الأولي كما يلمح الي ذلك الكرماني في كتابه ، وبعد زمن ليس ببعيد امتعرض الكرماني الموضوع بكامله امتعراضا وافيا وألف أطروحته الثمينة "الرياض" في الحكم بين "الصادين" كما سماهما أي صاحبي " الاصلاح والنصرة" ، وبمهارة فائقة قرظ الأراء التي جاءت في الكتب الثلاث ونقدها نقدا علميا ، وقابل بينها وبين "قانون الدعوة الهادية" او بعبارة اخري بينها وبين النظريات الفلسفية والعقائدية الرسمية للبلاط الفاطمي في عصره ، وبالاجمال نجد الكرماني يفضل دوما نظريات الرازي علي نظريات السجستاني ويعترض لعدم مطابقتها للحقيقة وميلانها الي الانحراف، وزيادة علي ذلك ينوه بأن الرازي قد تجاهل بعض الأقوال التي جاءت في كتاب والمحصول" فكان يأتي علي ذكرها كما لاحظ في الباب العاشر من كتاب "الرياض" ، ومما هو جدير بالذكر ايضا ان افكارا علمية. ومجوعة فلسفية مثل هذه تستحق الدرس والمقابلة ا ا ال لا لا ال ل اد ال لا كتاب الرياض" يعتبر كتاب "الرياض" للكرماني من الكتب المهمة التي تعبر عن النظريات الاسماعيلية الفلسفية في القرن الرابع هجري ، وقد رصلتني منه نسختان الأولي من الهند ، والثانية من طهران ارسلهما الي المستشرق العلامة و.ايفالوف 7.166200a"بناه علي تكليف جمعية الدراسات الاسماعيلية في اهند و 63513-4صلة20616004" التي رغبت الي بتحقيق الكثاب وشرحه وكتابة هوامشه وتعليقاته باعتباري آحد اعضاء هذه الجمية الماملين ولا بدلي قبل الدخول بالبحث والتفصيل ، واستعراض ما جاء في الكتاب من آراء وأقوال وحجج وبيانات ، من ايراد لمحة بسيطة عن
صفحة ٩
============================================================
حياة الفلاسفة الثلاث الذين اشتركوا بالمناقشة وهم الرازي ، والسجستاني والكرماني .
الرازي : هو ابو حاتم احمد بن حمدان الليني الورسناني الرازي وتسميه الاسماعيلية سيدنا " ابو حاتم " تفخيما . كان داعيا للاسماعيلية في بلاد الري ثم انتقل الي بغداد حيث اتخذها مركزا لاقامته . لا يعرف تاريخ ولادته بالضبط . يمثل نشاط الدعوة الاسماعيلية في عهد امامة محمد المهدي بالله (1) (عبيد الله) مؤسس الدولة الفاطمية في المغرب. امتاز بعذوبة لفظه وحسن بلاغته والمشهور عنه انه استمال اليه (المروزي) امير الري وكان ستيا متطرفا ودأب علي اقناع امراء تلك اليلاد بالدخول في الاسماعيلية حق اصيح من أعلام السياسة والدين ومن موجهي النهضة العلمية الاسلامية ي اواخر القرن الثالث ، وأوائل القرن الرابع ، وكان يلجأ الي الناحية العلمية الكلامية والفلسفية . قال عنه المستشرق الكبير ( بول كراوس (2)) : كان من كبار دعاة الاسماعيلية ولعب دورا هاما في الشؤون السياسية ي طيرستان والديلم ولا سيما في الري واصفهان حقي استجاب له كبار جال الدولة مثل اسفار بن شيرويه ومرداويخ القائد وغيرما" . والحقيقة فان أبا حاثم الرازي كان علما من أعلام النهضة العلمية ليس في الاسماعيلية فحسب بل في العالم الاسلامي وقد ساهم بنشر التعاليم الفلسفية في كافة الاقطار الشرقية وخاصة في محيط الثقافة الاسلامية العامة ، وبالرغم من كل (1) عاش هذا الامام لي سلية - سوره وهاجر منها الي الغرب هتدما اشتد ضقط العباسيين عليه بعد القسام القرامعلة وخروجهم عسلي الدعوة وخابة بعد ان تمي اليه بانن الداعي السوري الكبير أبو عبد الله الشيعي قد مهد لقيام الدولة الفاطعية في المغربز راجع صتتا من المشرق الي المغوب- من منشورات دار الكتاب البناني بيررت - لبنان 1959ح (2) رسائل فلسفية - بول كراوس - صحيفة 291
صفحة ١٠
============================================================
هذا قانه لم يسلم من اضطهاد الاعداء في الديلم ، وقد اضطر الي الاختفام في أواخر سني حياته ، ومات سنة 322 ه بعد تولية القائم الفاطمي شؤون الامامة الاسماعيلية في بلاد المفرب ، وقد عمر الثنين وستين عاما كما قال بعض المؤرخين .
كان معاصرا لابي بكر محمد بن زكريا الرازي الطبيب المشهور وصاحب الآراء الفلسفية المعروفة التي خرج فيها علي كثير من نظريات ارسطو الطبيعية والميتافيزيائية منكرا التوفيق بين الفلسفة والدين معتقدا بأن الفلسفة هي الطريق الوحيد لاصلاح الفرد والمجتمع . وقد دارت بينهما أي بن الرازيين مناقشات عنيفة ومتعددة حضرما بعض العلماء والرؤساء السياسيين ، وقد دون أبو حاتم هذه المناقشات في كتابه (اعلام التبوة) وهو اذا كان لا يصرح بأسم من يوجه اليه نقده فأنه يسميه الملحد .
وهناك أدلة قاطعة علي ان هذا الملحد لم يكن سوي الرازي أبو بكر وقد أورد الفيلسوف الكبير الكرماني (حجة العراقين) في كتابه (الأقوال الذهبية) بأن مناقشات في الثبوة والمناسك الشرعية دارت بين اي بكر الرازي وأبي حاتم بجزيرة الري أيام مرداويخ وفي حضرته وقد استطاع ابو حاتم ان يخزل ابو بكر الرازي وينبذ آرائه في كتابه (أعلام النبوة) بصفحات تفيض إفحاما وإعجازا ، وقد سد فيها علي المعابرين والمعاندين سبل التخلص والفرار .
أهم مؤلفاته كتاب "الزينة "(1) في الأحرف العربية واشتقاقاتها وأسباب وضعها ومعاني الكلمات وهو كتاب جليل في الكلمات العربية الأصيلة والدخيلة التي نطق فيها القرآن ومنها المسلمون والتي صارت منها المصطلمات الاسلامية ، وعدد صفحات هذا الكتاب 1200 صفحة وقد أهداه الي الامام القائم الفاطمي الذيخلف محمد المهدي بالله (عبيد الله) وله (1) يقوم بتحقيق هذا الكتاب الدكتور حسين ممذاني من جامعة القاهرة
صفحة ١١
============================================================
كتاب ( أعلام النبوة) و ( الاصلاح) و ( الجامع) وغيرها .
السجتاني : يعتبر أبو يعقوب اسحاق السجستاني أو (السجزي) في طليعة العلماء الذين جاهدوا وعملوا وكرسوا انفسهم لوضع قواعد فلسفية كونية قائمة علي دعائم فكرية عقائدية واسس علمية متينة وركائز ثابتة الاركان لا تترعزع مهما طرأ عليها من ازمات . يل هو في الواقع من الذين ضحوا بكل ما يملكون في سبيل نشرها وتعميمها في الاقطار الاخري حتي اتهم في اواخر حياته بالكفر والالحاد من الجمهور المحافظ ثم قتل اخيرا ي سييل عقيدته . لعب السجستاني دورأ هاما في مجال الفلسفة وأدي أجل الخدمات الفكرية في القرن الثالث للهجرة وقد ظهر اثره الفكري في تلميذه حميد الدين الكرماني (حجة العراقين) الذي سار علي منهاجه ودها الي تعاليمه والانتهال من فيض ينابيعه . واذا علمنا ان الكرماني درس الفلسفة في مدرسة السجستاني الفكرية امكننا وضع السجستاني في المرتية الاولي بين علماء المسلمين والمفكرين وفلاسفة العالم المشهورين .
عاصر الدعوة الاسماعيلية الباطنية في عصر الظهور أي ابان ازدهار الدولة الفاطمية وظهورها كدولة اسلامية ذات كيسان حضاري وعلمي واجتماعي وسياسي ، وبالرغم من انه عاش في بلاد يتمذهب اهلها بمذهب ختلف عن مذهبه فقد كان مجبرا ان يتضذ ( التقية) ستارا له ويحذر اشد الحذر في حركاته ودعواته ، وهذا السبب جامت حياته غامضة بعض الفموض ، وقد لا تكون ملومين اذا كنا لم نستطع الوصول الي معرقة سيرة حياته معرفة تامة او نتصل بكل شيء عنها ، ومن جهة ثانية فانه لم يصل الينا الا القليل عن الداعي الكبير النسفي " النخشي " مؤلف كتاب (المحصول) غير ما فكره المؤلفون عن جهوده واتصاله بنصر بن احمسد
صفحة ١٢
============================================================
الساماني في يلاد ما وراء النهر الي ان اعتنق الساماني الدعوة الاسماعيلية ، كا اتنا لا نعلم شيئا كثيرا عن ابي حاتم الرازي العالم اللغوي وصاحب اقدم سفر في علم اللغة العربية وهو كتاب ( الزينة) وعن (حجة العراقين) حميد الدين الكرماني بالرغم من وصول اكثر مؤلفاته وآثاره الينا ، ولو لم يكتب المؤيد في الدين هبة الله الشيرازي صديق ومناظر ابو العلاء المعري سيرته بيده لما تسني لنا ان نعرف شيئا عنه ، وهكذا قول عن شموض حياة كبار رجال الدعوة الاسماعيلية من الحجج ودعاة الجزائر في سوريا وايران واليمن وغيرها ، فان حياتهم غامضة أشد الغموض كا ان كتبهم التي دونوا فيها سير حياتهم قد فقدت ولم يبق منها إلا القليل.
بنسب الي "سجستان " وهي مقاطعة في جنوب (خراسان) من اسرة فارسية قيل انها اسرة بطل الفرس "رستم " وهنالك من يقول أنه من العراق جاء جده من الكوفة واستوطن سجستان . ويزعم بعض الباحثين الذين درسوا فلسفته انه مات سنة 331 ه . ولكن هذا الرأي لا يتفق والواقع التاريخي ، اذ المعروف عن السجستاني انه كان معلما للكرماني الكرماني ظلء حيا حتي ستة 411 ه . اذن في أي وقت اخذ الكرماني عنه علوم الدعوة الفلسفية * وهناك نص صربح في كتاب و الافتخار، لسجستاني نفسه بذكر فيه انه وضعه سنة 360 ه. وقد ورد ذححر كتاب "الافتخار" في كتاب و الرياض ، للكرماني أي انه كان داعيا في مقاطعة يخاري في عهد خلافة الامام "المعز الدين الفاطمي ، ومعني هذا اه كان معاصرا للداعي الكبير " جعفر بن منصور اليمني ، والفقيه العلامة القاضي " النعمان بن محمد بن حيون المغربي التميمي" قاضي الدوله الفاطمية و لغيرهما من كبار المؤلقين وعلماء الدعوة في ذلك العصر الذهي العلمي الزاهر ، وليس أدل علي قيمة السجستاني العلمية من كتبه ومؤلفاته التي
صفحة ١٣
============================================================
ركها بعده ومي موضوعة باللغة العربية وقسم متها وضع باللغة الفارسية وقد ذكرها اسماعيل بن عبد الرسول بن مطا خان الأيينفي المتوفي سنة 1183 في المجموعة وفهرست الكتاب وأشار اليها البيروني في كتيه كما ذكرها البغدادي في كتابه (الفرق بين الفرق) .
رك السجستاني بعده كما قلنا مؤلفات علمية غزيرة تعتبر أعمق ما كتب في الفلسفة ويبلغ عددها ما يتوف علي الثلاثين ولعل اشهر كتبه اثبات التبوات" و (كشف المحجوب) (1) و ( تحفة المستجيبين) 21) و (الينابيع) (3) وهذا الكتاب قسمه الي اربعين ينبوعا فأصبح بعد هذا م ن الكتب التي قلما يوجد ما يفوقه عمقا ويظهر انه قد وضعه لطبقة خاصة من الدعاة واصحاب المراتب العليا في الدعوة والي الذين وصلوا في دراساتهم الفلسفية الي الذروة، واما سيب تقسيمه الي اربعين ينبوعا فيعود الي رغبته في جعل تأويل كل ينبوع علي حد من الحدود الاربعين الذيني يشكلون المجلس الأعلي للدعوة .
ومن كتبه ايضا وقد أتي علي ذكرها الرحالة الكبير والشاعر الفارمي الشهير "ناصري خسرو" في كتابه (زاد المسافرين) : أسس الدعوة، تأويل اشرائع ، سوسن النعم أو سوسن البقاء ، الرسالة الباهرة ، كتاب الافتحار، الموازين وهو مقسم الي تسعة عشر ميزانا ، سلم التجاة ، النصرة ، المقاليد ، مسليات الاحزان ، اسرار المعاد ، المواعظ في الاخلاق ، الفريب في معتي الاكسير ، مؤنس القلوب ، تأليف الأرواح، الأمن من الحيرة، خزائن الأدلة ، البرهان" وغيرهم .
(1) حقق هذا الكتاب ونشره الستثرق هنري كوربان في طهران .
(12" د د " عارف قامر وضمه الي كتاب خس رسائل اسماعيلية.
(3) د د " المستثرق منري كوريان بالاعتراك مع عارف قامر وضماه الي كتاب لاث رسائل اساعيلية من منشورات المعهد القرتسي بطبران - ايران
صفحة ١٤
============================================================
و في هذه السطور لوجز آراء السجستاني في الآلهيات كما عبر عنها في اكثر مؤلفاته ، فهو يعتقد ان مبدع المبدعات خالق قدمم وعال وعريق في ايجاد الأولية، وان عالم الموجودات والمبدعات محدث لانه اذا كان غير حدث فيجب ان يكون شيء سابق له قد احدثه ، ولو كان العالم قديا قبل الخالق لاستحال تعلق جبروته بالقدم ووجوده بالعدم ولاقتضي موجدا اوجده ، وهو المتعالي عن درك الصفات فلا ينال بحس ولا يقع حت نظر ولا تدركه الابصار ولا ينعت بجنس ولا يخطر في الظنون ولا راه العيون ولا يوصف يالحواس ولا يدرك بالقياس ولا يشبه بالناس، فهو المنزه عن ضد مناف او ند مكاف او شبه شيء ، تعالي عن شبه المحدودين وتحيرت الامام في نعث جبروته وقصرت الافهام عن صفة ملكوته وكلت الابصار عن ادراك عظمته ، ليس له مثل ولا شبه وهوغير في ند وغير في ضد لأن الضد انما يضاده مناف دل علي هويته بخلقه وآثاره علي اسمائه بأنبيائه ، فليس للعقل في نيل سمائه مجال او تشبيه اذ ان تشبيه الميدع بمبدعه محال . فهو سبب كل موجود لأنه مبدع المبدعات ومخترع المخترعات وسبب كون الكاثنات ورب كل شيء وخالقه ومتممه ومبلقه ال افضل الاحوال . جل ان يحده تفكير او يحيط به تقدير ليس له اسماء لان الاسبماء وضعت لموجوداته ولا صفات لأن الصفات من ايسياته: وان حروف اللغة لا يمكن ان تؤدي الي لفظ اسمه او آن يطلق عليه شيء منها لأنها جميعها من مخترعاته وان كل الاسماء التي ابدعها جعلها اسماء لمبدعاته ، فهو قديم وقبل الازل وصاحب مصدر الاولية بالترتيب، لان الحد الاول انبثق منه والموجود الاول فاض عنه وهو مبدع المدعات ومعلل العلل وباري البرايا والدائم الموجود بفرديته وصمدانيته وصاحب فعل الايجاد الاول للعدد الاول الذي جعله أصلا للاعداد ، كما ان العقل جعله أصلا للموجودات والناطق أصلا لعالم الدين ، ويضاف الي كل هذا بأنه لا ينال بصفة من الصفات وانه ليس جسما ولا هو في
صفحة ١٥
============================================================
جسم ولا يعقل ذاله عاقل ولا يجس به حاس ، وهو ليس بصورة ولا بمادة ولا يوجد في اللفات ما يمكن الاعراب به عنه ، وهو موجود لأنه لا يصح ان يكون موجودا من نوع الموجودات التي وجدت عنه ، وأما الاستدلال عليه فيستخلص من وجود الموجودات الاخري وذلك باتلا معلول بدون علة ولا موجودا إلا بما يوجب وجوده ، وان الموجودات بسلند بعضها إلي يعض في وجوده وان بعض الذي يستند اليه البعض الآخر أيضا من الموجودات غير ثابت في الوجود وغير موجود .
وبعد ذلك ينتقل السجستاني الي الموجودات بالترتيب والتسلسل فيقول : ان المبدع لم يوجد في أول الخلقة غير العقل وحصر في جوهره صور المبدعات كلها ، ويضاف الي العقل اسم (القلم) لأن بالقلم تظهر نقوش الخلقة منذ الابتداء ، ويقال للعقل (العرش) أي انه مقر لمن جلس عليه وملوسه عليه تعرف جلالته عمن هو منحط دونه ، ويفال للعقل (الأول) ومعناه ان الاولية التي ظهرت منها المخلوقات يعني كل ما هو اهوجود وما هو مطيوع عليه اسبق لقبول آثار الحكمة قبل سائر الحدود لقربه منها واتحاده بها وهي العلم والأمر اللذان مما بمعني واحد ، وقد جوز ان يكون فعل العقل سبق قوته ، ولم توجد هذه الفضيلة في موجود سواه لان جبع الحدود دونه قواتها سابقة أقعالها وهذه الفضيلة العقل خاصة ليكوبن بها تاما كاملا ، ويقال للعقل (القضاء) علي ان ابالعقل تقضي النفس ادراك المعلومات والظفر بالمطلوبات، ويجوز علي ان العقل هو قضاء الله عز وجل بين خلقه ، ويقال للعقل ايضا (اهيولي) فعناه ان بالعقل قوام ما بنبجس من الصور، ويقال للعقل (الشمس) ومعناه ان بالعقل تبصر الحقائق ، ثم ان النفس وهي الخلق الثاني المنبجس من الخلق الأول وإنما سميت نفسها نفسا لانها تتنفس دائما للاستفادة ليكون ت
صفحة ١٦
============================================================
وأير تنفسها قوام الخلقة ، ويقال للنفس (اللوح) فمعناه ان الذي انفطر من العقل من للوار الحكمة يتسطر في النفس ومن النفس يتصل جريانها المنبعث منها علي مقدار صفائها ولطافتها ويقال للنفس ( الملك) ومعتي ذلك ان النفس ملك العقل وقينة لان بالنفس ظهرت فضيلة العقل كما ان بالملك تظهر فضيلة الملك ، ويقال للنفس ( التالي ) فمعناه ان الذي يتلو العقل في باب قبول آثار الكلمة انما هي النفس ويجوز علي ان النفس يقوتها تتلو العقل بفعله ويقال للنفس ( القدر) فمعناه ابت الذي بتحد بالنفس من فوائد العقل فأن التقدير والتحديد محيطسان به ويقال للنفس الصورة ومعني ذلك ان النفس تصورت من جوهر العقل وضيائه وانها متي همت ان تلحق به لتنزل منزلته محق نورها ، كما ان القمر يستفيد نوره من نور الشمس واذا اجتمعا في المنزلة محقث نوره ، ويقال للعقل والتفس بكلمة واحدة (الاصلان) .
هذه بعض آراء السجستاني الفلسفية في الالهياث عرضنا لها عرضا وجيزا وأضفناها الي ما استطعنا الوصول اليه من سيرة حياته ولعلها عظي الدليل الدافع علي اضطلاعه بالعلوم وعراقته بوضع النصوص بترتيب جذاب وتنسيق بديع .
حمد الدين احمد الكرماني : خصية علمية خارقة اكتنف اريخ حياتها الفموض ، وفيلسوف كبير عاش في عصر علمي زاهر وداع جليل خط في صفحسات الفكر اقوم البحوث وأعمق السطور وترك للاجيال عددا من المؤلفات أقل ما يقال عنها انها كنز ثمين وتراث خالد .
يعتبره فلاسفة العالم الاسلامي اعظم عالم انتجته المدرسة الاسماعيلية
صفحة ١٧
============================================================
الفكرية في عهد الدولة الفاطمية ، أما كتابه ( راحة العقل) (1) فهو م ن الكتب القيمة التي قلما يوجد بين كتب الفلاسفة ومخلفاتهم ما يعادلها قوة ومتانة وهمقا لذلك كان طلبه قليلا ورواجه بطيئا محدودا ومقتصرا علي طبقة خاصة من العلماء الافذاد والفلاسفة المتبحرين .
كره الداعي الكبير والمؤرخ اليمني "ادريس عماد الدين" في كتابه (هيون الاخبار) فقال : " هو أساس الدعوة التي عليه عمادها وبه علا واستقام منارها وبه اسلبانت المشكلات وانفرجت المعضلات ، ووصفه الداعي الاسماعيلي السوري "نور الدين احمد في " كتابه (فصول واخبار) فقال : " لو ان الدعوة الاسماعيلية لم تلتج غير الكرماني لكفاها فخرا ومجدا ولكان ذلك كافيا .
ظهر اثره وعظم شأنه في عهد الخليفة الفاطمي "الحاكم بأمر الله " وكان لقبه المشهور (حجة العراقين ) أي انه كان مسؤولا عن شؤون الدعوة الثقافية في فارس والعراق ، وفي القاهرة كان مركزه كمقام (حجة جزيرة) فهو احد الحجج الاثني عشر المكلفين بأدارة شؤون الدعوة الامامية الاذاعية الفكرية في العالم ، ثم استخدم بعد ذلك كرئيس لدار الحكمة في القاهرة وهي المؤسسة الثقافية التي لستطيع ان نقول عنها انها أول جامعة انشئت في العالم .
وفد علي القاهرة سنة 408ه ، بناء علي طلب الصادق المأموت اافتكين الضيف داعي دعاة الدولة الفاطمية في عهد الحاكم بأمر الله عندمسا حي وطيس المعارك الدينية وقامت الدعوات الجديدة وراج سوق البدع التي كانت تهدف الي الغلو والانحراف عن واقع واسس الدغوة فألقي الدروس والمحاضرات في دار الحكمة ووضع كثيرأ من (1) طبع هذا الكتاب باشراف جمعية الدراسات الاسماعيلية بالهند وقام بتفيقه الدكتور محمد كامل حسينه والدكتور مصطفي حلي من القاهرة .
صفحة ١٨
============================================================
اليحوث والكتب اشهرها (الرسالة الواعظة) في الرد علي الحسن الفرغاني القائل بألوهية الحاكم بأمر الله . ورسالتا (البشارات) و(المصابيح) وقد مكن فيهما من اثبات الامامة كواقع كوني لا بد منه وذلك ببراهين معقولة وحجج دامفة جاءت زاخرة بالتعابير العبرية والسريانية والفارسية االمأخوذة من كتب الانبياء النطقاء السماوية ، ثم انه اتخذ من الآراء الأفلاطوتية اساسا لبحوثه فذكرها بمهارة لم يسيقه اليها احد وقد جاءت جيعها كدعوة عامة لتوطيد النظام الفكري الفلسفي ورفع مستواه ومحو كل أثر للشك والجدل والارتياب والنقاش .
ومهما يكن من امر فقي هذه السطور لن احاول تقديم الفيلسوف الكرماني كداع من دعاة الاسماعيلية الذين لعبوا دورا هاما في مجال الفكر علي عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله ، او من الفلاسفة الذين خدموا الدعوة الفاطمية خدمات فكرية جلي ، بل اقدمه كفيلسوف من فلاسفه العالم صال وجال علي مسرح الفلسفة الكونية وعمل كل مسا في وسعه لايجاد مدرسة فلسفية ترتكز علي اسس عقلية جديدة بالنسبة العصره ، وعلي نظريات مبتكرة حديثة لها شأنها ، وعلي نظم عقلية نطبق علي نظرية وحدة الوجود التي يقول بها المعلم الثاني والشيخ الرئيس مع توسع بالشرح وخروج عن المنهاج العام الموضوع لدعاة الاسماعيلية، سواه من قد سبقوه او عاصروه وهم الذين كانوا مجبدين علي السير وفق قواعد عامة مدروسة لا يمكن تعديها او اجتياز حدودها . ومن الرجوع الي مؤلفات الكرماني والتمعن في قرامتها وتحليل ما قيها نراه قد قرر النظرية القائلة بأن بين الموجودات تضادا وتنافرا ومحاولة من جانب بعضها لحو البعض الآخر ، وأن هذه الموجودات موجودة بالرغم من هذا التثافر وهذا التضاد ، كما انه لا يفقد شيئا منها بوجود ضد واتما هي كلها تحت الوجود محقوظة ، وكل هذا مطابق لنظرية المعلم الثاني كاب الرياض [2]
صفحة ١٩
============================================================
بالايداع التي يقول فيها : " حفظ ادامة وجود الشيء الذي ليس وجودا لذاله ادامة لا تتصل بشيء من العلل غير دات المبدع(1) ويقول ابن سينا في سياق الكلام عن الممكن والواجب بفيره من الموجودات حديثا يثبين من خلاله معني دوام الوجود علي الموجودات وذلك بقوله : و أما كون العلل ممكن الوجود في نفسه واجب الوجود لغيره فليس بناقض كونه داثم الوجود بنيره ، (2) ويكاد يقرب ما يذهب اليه الفلاسفة الثلاثة المعلم الثاني والشيخ الرئيس وحجة العراقين في هذا الصدد ما ذهب اليه في العصر الحديث الفيلسوف ديكارت ، الذي يقول : اذ يرجد من الفعل الذي يحفظ الله به العالم وبين الفعل الذي خلقه به (3) * وذلك فيما يعرف في قلسفته باسم نظرية " الخلق المستمر .
والحقيقة فأن الكرماني قد شارك الفلاسفة المسلمين وتأثر ببعض منهم وخاصة القائلين بالقلسفة اليوثانية وامتاز عنهم بأنه عندما عرض هذه الفلسفة اتسمت بجويه بسمات الجدة والطرافة والايتكار ، وكان اسبق ال التجديد من الفلاسفة الأوروبيين المعاصرين والشرقيين الغابرين . وعليه فبالامكان القول ان الكرماني ترك مؤلفات وأنتج افكارا يجب ان ينظر اليها لا بوصفها آراء امماعيلية فكرية فحسب ، بل آراء فلسفية اسلامية عامة ذات مستوي رفيع تبحث في جوهر الأشياء والنواحي العقلية العميقة بشكل ثابت متقن تتجلي فيه العبقرية والنبوغ .
اجل قال الكرماني بالنظم الافلاطوتية الحديثة ، وبذل جميع جهوده ي سبيل تطبيق بعض موادها بأسلويه الفلسفي الكلامي الجذاب ، وهل علي اثبات امر النبوة والامامة من الوجهتين الفلسفية والدينية ، (1) الفاراني ، عيون المسائل ص (60) .
(9) ابن سينا ، الارشادات م (240).
(3) دبكارت ، مقال عن المنهج- الفسم الخامس - ومباديء الفلسفة فقرة (21) .
صفحة ٢٠