( 12) حدثنا الحسن ، قال حدثنا إسماعيل ، قال : أخبرنا إسحاق ، قال : وحدثني مقاتل ، عبد الله بن زياد ، جويبر، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، أنه قال : إن نوحا صلى الله عليه وسلم كان يضرب ثم يلف في لبدة فيلقى في بيته يرون أنه قد مات ، ثم يخرج فيدعوهم حتى إذا يئس من إيمان قومه جائه الرجل ومعه ابنه وهو يتوكأ على عصى فقال : يا بني انظر إلى هذا الشيخ لا يغرنك قال : يا أبتي أمكني من العصا قال : فأخذ العصا ثم قال : ضعني في الأرض فوضعه فمشى في الأرض فضربه بالعصى فشجه شجة موضحة في رأسه وسالت الدماء ، فقال نوح : ربي قد ترى ما يفعل بي عبادك ، فإن يك لك في عبادك حاجة فاهدهم وإن يك غير ذلك فصبرني إلى أن تحكم وأنت خير الحاكمين ، فأوحى الله إليه وآيسه من إيمان قومه وأخبره أنه لم يبق في أصلاب الرجال ولا أرحام النساء مؤمن ، فقال نوح : { أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون } يعني لا تحزن عليهم ، { واصنع الفلك بأعيننا } قال يا رب وما الفلك ؟ على وجه الماء وأغرق أهل معصيتي وأطهر أرضي منهم ، قال : إني على ما أشاء قدير ، قال يا رب وأين الخشب ؟ قال : أغرس الشجر ، قال فغرس الساج عشرين سنة وكف عن الدعاء وكفوا عن الإستهزاء وكانوا يسخرون منه ، فلما أدرك الشجر أمره ربه فقطعها وجففها ولففها ، فقال يا رب كيف أتخذ هذا البيت ؟ قال : اجعله على ثلاثة صور رأسه كرأس الديك وجؤجؤه كجؤجؤ الطير وذنبه كذنب اليك واجعلها مطبقة ، واجعل لها أبوابا في جنبيها ، وشدها بدسر يعني مسامير الحديد ، وبعث الله جل وعلا جبريل فعلمه وجعل يده لا تخطئ ، جبريل عليه السلام ونوح عليه السلام .
صفحة ١٢