خلص النفس لا بعجز ولكن
سلم المجد مركب التقدير
اليس تبيض للشجاع أياد
في لقاء إلا ببيض الذكور
وهوان النفوس فى الحرب عور
ليس يجريه غير شهم جسور
جعل الدهر قسمة بين ناس
بنوال ولذة وسرور
كيف ينسي يوم تفردت فيه
مستبدا بالبأس والتدبير
حين صابت سحائب الخوف في مص
حر فنادوا للجهد: هل من مجير؟
شحطت عنهم الجيوش فهم بي
ن قتيل مشحط وأسير
فعطفت الخيول بعد كلالي
ورواق الظلام مرخى الستور [109)]
فنجوا حين أنشب الموت فيهم
وفراهم بالناب والأظفور
إنما كان ضرب بوقك فيهم
نفخ صور دعا خبايا القبور
وتولت ركائب الخوف ركضا
تحت ثوب من الظلام ستير
يا لها فعلة أضاءت ظلاما
وأبرت بسعيها المبرور
الم أطق وصفها فعبرت عنها
بقليل خلسته من كثير
كنت لو أنصفوك عرضة اقطا
اع سني ورتبة وبدور
إنما عيبه بأن لست عندي
بمثاب به ولا مشكور
وعلى ذا فلست آيس من رأ
ي إمام مظفر ووزير
أن يفيضا إلى حياضيك سجلا
ويخصا بنائل مذكور
وإلى الله أشتكي ما أراه
من ذهاب الهوى وفقد النظير
فل من يرتضى لأنس ومن ينر
عى ذماما لصاحب وعشير
وامر الزمان وانقلب الناسرم
فصار الخطير دون الحقير
ونراه قد عاد اذعدت بالطي
ب وأبدى عن ناجذي مسرور [109 ب]
ولعل الزمان قد قال بالتع
ديل بعد المقال بالتحوير
قطن الهم في فؤادي حتى
شردت منه نفته المصدور
علم الله أن ودي صافي
لم يشب في هواك بالتكدير
أنا مقن يخصك الدهر بالو
د ويطوي عليه غيب الضمير
ولقد قادني إليك أبو بك
ر مطيعا ببره المشهور
صفحة ١١٥