قتل منهما، وقد استأذنت أمير المؤمنين في فعل (107 ب] هذا فأين، فسألته التوقيع فيه فغمع وتوقيعه عندي، وأحضر التوقيع فحسن موقع ذلك، ووسع على علي بن عيسى.
~~وفيها ورد الخبر بقتل عثمان الغنوي (1) القائد والي خراسان، فأدخل إلى بغداد في تابوت، ثم ظفر بقاتله، وكان كرديا فضرب وثقل بالحديد حتى مات.
~~وفيها وردت هدايا أحمد بن هلال صاحب عمان إلى المقتدر بالله، فيها ألوان الطيب ورماح وطرائف من طرائف البحر، فيها طائر صيني يتكلم أفصح من الببغا بالهندية والفارسية وفيها ظباء سود.
~~أوفيها قدم القاسم بن سيما الفرغاني من مصر بعد أن عم بلاؤه في حرب «حباسة» بمصر، وكان أهل مصر قد هربوا ودار سيف أهل المغرب بهم حتى لحقهم القاسم بن سيما فنجاهم كلهم، وهزم حباسة وأصحابه، فركبوا الليل. ووردت كتب أهل مصر وصاحب البريد بها يذكرون جليل فعله، فقدم وهو لا يشك أن السلطان يجزل له العطايا ويقطعه الإقطاع الخطير ، [108 آ] فلما وصل إلى باب الشماسية أقاموه، ومنعوه من الدخول إلى أن مل وضجر، ثم أذنوا له فيه فاعتدوا بذلك نعمة عظيمة، وكان رجل صدق، كثير الفتوح، حسن النية، وكانت بينى وبينه مودة، وكذلك بيني وبين ابنه أبي بكر محمد بن القاسم، فعملت قصيدة في فعله بمصر وبضياع ذلك، وهنأته بالقدوم، حسنة في معناها طويلة أنا أذكر ها هنا بعضها إن شاء الله وهي:
مرحبا مرحبا بخير أمير
مقبل نحونا كبدر منير
ظافر بالعدو عالي عليه
مخبر بالسرور والتبشير
وكريم من الفعال شهير
وجليل من الفتوح خطير
فعلى السعد حط رحلا إلينا
وعلى السعد سار خير مسير
بلغ العذر حين عذر أقوام
ولم يثنه اضطراب الأمور [108 ب]
رابط جأشه منيع حماه
ثابث للعداثبات ثبير
لم يزل ظاهرا على ثل من نا
اواه منهم وماله من ظهير
ثابت القلب لم ينهنهه روع
وقلوب الكماة فوق الصدور
نحرتهم منه صدور زماح
قاصدات إلى الطلى والنحور
سهل الله للأمير بن سيما
قاسم يوم مصر كل عسير
صفحة ١١٤