وقبض ببغداد على ابن أخت إبراهيم بن أحمد الماذرائي، وهو أبو الحسين أحمد بن حمد (1)، وكان يكتب لدى الحمامي، ويخلف أبا زنبور وأبا بكر محمد بن علي، فطالبه ابن لفرات بأموال وأغرمه وأخذ جميع ما ؤجد في داره.
~~وفى هذه السنة ورد الخبر بأن الحسين (2) بن [106 ب] خليل بن ريمال أمير البصرة من بل شفيع المقتدري أساء السيرة بالبصرة، ومد يده إلى أمو قبيحة، حتى وظف أهل الأسواق، فوثبوا به، فركب، وأحرق (3) السوق التي حول المسجد الجامع ، وركضت خيله في الجامع ، قتلوا جماعة من العامة ممن كان في المسجد، ولم يصل فيه ذلك اليوم، ثم كثر أهل البصرة، ونهبوا منازل الجند، وظفر بمنازل فقتل الرجال والنساء والأطفال ، ثم كثروا فحاصروه في داره بي موضع يعرف ببني نمير، واجتمع أصحابه إليه إلى أن تقدم المقتدر بالله إلى شفيع بعزله وولى رجلا من أصحابه يعرف بأبي دلف (4) الخزاعي ، وانحدر وأفرج أهل البصرة للحسن بن خليل حتى خرج، وقد كان أهل البصرة أطلقوا المحبسين، ومنعوا من صلاة الجمعة شهرا متواليا.
~~وفي هذه السنة ورد من عسكر ابن أبي الساج رجل يعرف بكلب الصحراء في الأمان، فذكر أنه علوي وأن ابن أبي الساج كان يعتقله، وأنه هرب منه، فأجري له ثلثمائة دينار [107 1] في المجتازين، وكتب إلى ابن أبي الساج بذلك، ودس (5) إليه من يناظره عن نسبه، وكان قد تزوج بامرأة ابن أبي ناظرة وهي ابنة الحسن بن محمد بن أبي عون، فأحضره ابن طومار النقيب، فناظره، وكان دعيا، فسلم إلى نزار بن محمد صاحب الشرطة فأودعه الحبس.
~~أن هزم ابن أبى الساج خاقان المفلحي فما ترك أحدا من أصحابه يتبعه، ولا يأخذ منه ولا من وفى شوال من هذه [السنة] (6) دخل مؤنس الخادم إلى الري لمحاربة ابن أبي الساج ، بعد أصحابه شييا. ودخل ابن الفرات إلى المقتدر بالله، فأعلمه أن علي بن عيسى كتب إلى ابن أبي الساج وأمره أن يصير إلى الري ، حيلة على الخليفة وتدبيرا عليه، فسمع الخليفة من ابن الفرات هذا الكلام، فلما خرج سأل علي بن عيسى عنه، وكان محبوسا عنده في داره، فقال له علي : الناحية التي إليها ابن أبي الساج منغلقة بأخي صعلوك، فكتبت إليه في محاربته ولا أبالي من
صفحة ١١٣