«ابن الخلج» وكفل بعضهم من بعض وخلع عليهم، وقال : استصلحهم بالإحسان إليهم والرغبة، فإنه أحب إلي من من الإساءة والرهبة وأمر بإطلاق جميع من في المحابس ، ممن لا خصم له ولا حق لله عز وجل في حبسه. وأمر محمد بن يوسف بالنظر في أمورهم وتخلية من رأى تخليته منهم، ففعل ذلك وخلى منهم خلقا كثيرا . ورفع إليه أن الغلة (1) التي بناها المكتفي بالله في رحبة باب الطاق من قرب الجسر إلى أصحاب القلانس وما يليهم، قد أضرت بالمتعيشين من الناس، وأن هذه أمكنة كان الضعفاء والمتحملون يجلسون فيها [7 آ] لتجائرهم بلا أجرة لأنها طرق واسعة، فسأل المقتدر بالله عن غلتها فقيل تغل في كل شهر نحو ألف دينار، وستزيد على ذلك فقال : وما مقدار هذا في صلاح المسلمين، واستجلاب دعائهم، فأمر بها فنقضت وأعيدت إلى ما كانت عليه.
~~قال أبو بكر : وتكلم الناس في بلوغ المقتدر بالله فقال قوم: ولي ولم يبلغ، وقال قوم: بلى ولي وقد بلغ ذلك بشهور، وهذا هو الصحيح، لأن أخاه المكتفى بالله ما زال يتعرف ذلك، حتى صح عنده. وكان مولده لثآماني خلون من شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين ومائتين، فكانت سنه يوم ولي الخلافة وهو يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين ثلاث عشرة سنة كاملة وشهرين، وكان بلوغه في شعبان من سنة خمس وتسعين فقال لي الوزير العباس بن الحسن اجمع شيئا «في صفة الأحداث والشبان» فألفت فى ذلك [7 ب] كتابا مشهورا وجمعته فما(استتمته حتى ولي علي بن محمد بن الفرات فأوصلت الكتاب إليه، وجعلت الخطاب له فكان ما فلي صدر الكتاب : «والسن لا تقدم مؤخرا ولا تؤخر مقدما بل رآبما عدل بجليل الأمور ومهم الخطوب إلى كملة الفتيان لالستقبال أيامهم، وسرعة حركتهم، وحدة أذهانهم، وتيقظ طباعهم، ولانهم على ابتناء المجد أحرص وإليه أصب وأحوج، وقد أخبر الله عز وجل أنه أتى يحيى بن زكريا - قعليكتل - الحكمة في سن ( الصبي) فقال: {يا يخيى حذ ألكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبياه (2) فلم يمنعه صغر سنه أن آتاه الله الحكمة وأهله بحملها والقيام بها، والاستقلال بالكتاب، ثم جعل استقباله إياه بقوة.
~~حدثنا محمد بن يونس قال حدثنا على بن محمد الناقد قال حدثنا داود بن عمرو الضبي قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس - علي - قال ما بعث الله سبحانه [8 آ]) نبلا إلا شابا ولا أوتي العلم عالم إلا وهو شاب، وتلا هذه الآية:
صفحة ٢٦