الكلمة، ودوام الألفة، ولم الشعث، ورتق الفتق، وعموم النفع، وحياطة الحريم، وأمن السبيل قمع العدو، ورعي الدين وصلاح أمر المسلمين، شاكرين الله عز وجل على ما بلغهم إياه من تمليكه، وأسبل عليهم من الستر، والصيانة، بخلافته ووفقتهم له من حسن طاعته () (1) أمير المؤمنين مد الله أيامه وحرس [5 ب] من الغير دولته - من التفضل والإنعام والتشريف والإكرام والتقديم والإيثار بما يشبه المحل الذي أحله الله من الخلافة والسناء والرفعة. وكتابي هذا وأنا في شرف مجلسه، - أيده الله -. وعز قربه، وبحضرة من أهل بيته، وقواده، ومواليه، وغلمانه، وسائر طبقات أوليائه، فقد غمرني بتطوله وبره، وبلغني خطرا أعجز عن شكره، أمرني أن يكنى علي كل من أكاتبه، وأن تكون كتبهم إلي بما راه - أيده الله - من هذه المنزلة التى خصني بسنائها وشرفها، ورفعني بمنه وطوله إليها. وأنا اسأل الله عز وجل بقاء أمير المؤمنين في دوام العز والتأييد والعلو والتمكين، وأن ينهضني بتأدية حقوقه، واستفراغ الطاقة فى طاعته، ويعينني على بلوغ مرضاته، وما يكون كفاء لفضله لدي وإحسانه، وعرفتك ذلك لتأخذ نفسك به، وتجري عملك عليه حامدا لله تعالى على النعمة فيه ، شاكرا على ما وهب منه، إن شاء الله. (6 آ].
~~قال أبو بكر : وأمر العباس بن الحسن أصحاب الدواوين على ما كانوا عليه، وخلع على «اسوسن» مولى المكتفي بالله وحاجبه وقت وفاته، وجعله حاجبا على حاله التي كان عليها، وخلع على «فاتك المعتضدي» ولمؤنس الخازن»، ولايمن» غلام المكتفي ، وعلى «ابن عمرويه»، وهو على شرطة بغداد، وعلى «أحمد بن كيغلغ»، وكان قدم يوم تقلد المقتدر بالله الخلافة بقوم حاولوا فتح سجن دمشق، وسعوا في فتنة، فحملوا على جمال وألبسوا برانس.
~~وخلع على «المسمعي»، وعلى ابن «صوارتكين»، فمن كان إليهم منهم عمل كانت الخلع لإقراره، ومن لم يكن كانت الخلع تشريفا له. ورد المقتدر بالله رسوم الخلافة إلى ما كانت (2) يحيى بن علي المنجم النديم (241 - 300 ه) انظر سيرته ومجموع شعره في كتابنا «أربعة شعراء عباسيون» عليه من التوسع في الطعام والشراب ، وإجراء الوظائف، وإقامة الشمع الذي كان يقام للخلفاء وفرق في بني هاشم خمسة عشر ألف دينار، وتصدق في سائر الناس بمثلها، وأضعف لبني هاشم أرزاقهم فصار الرجل [6 ب] يقبض في كل شهر دينارا وكان يقبض نصف دينار. وأمر بأن تعاد رسوم الأضاحي، وتقدم في شرائها، ففرق في يوم التروية، ويوم عرفة من البقر والغنم ثلاثين ألف رأس، ومن الإبل ألف رأس على القواد والغلمان وأصحاب الدواوين والقضاة والجلساء، على مراتب كل طائفة منهم، وأمر بإخراج القواد المضربين (2) الذين حبسوا مع
صفحة ٢٥