عن أخيه أبي الفضل جعفر، فصح عنده أنه بالغ، فأحضره في يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة والقضاة وأشهدهم بأنه قد جعل العهد إلى أخيه جعفر بن المعتضد .
~~وتوفى المكتفي بالله يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة بعد صلاة الظهر، ودفن في يوم الاثنين في دار محمد بن عبد الله بن طاهر وبويع أبو الفضل جعفر بن المعتضد بالله، وسمي المقتدر بالله يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة في القصر طلمعروف بالحسني وأمه أم ولد يقال لها: «شغب» كانت لأم القاسم بنت محمد بن عبد الله بن طاهر فاشتراها المعتضد بالله منها.
~~وقال أبو بكر : وكان صافي الخادم المعروف بالحرمي، مضى إلى دار ابن طاهر ليلة الأحد لساعتين بقيتا [3 ب] من الليل فحدره. وكان العباس بن الحسن الوزير فى داره التى على دجلة، وظهرها إلى البستان المعروف بالزاهر، قد فارق صافيا على أن يجىء بالمقتدر بالله إلى داره حتى إذا دخلها أنحدر العباس معه منها ويضمن له صافي ذلك لئلا يقع خلاف فلما حدره وصار حيال دار العباس ، خرج خدم العباس، فقاموا على الشط ومعهم الشموع، ينتظرون أن يقرب الطيار إليهم فرأى صافي في ذلك ضعفا، وخاف حيلة وصاح بالملا حين فما عرجوا دون «الحسنىل، فكان هذا مما يعد من حزم صافى وعقله .
~~قال أبو بكر : ولما دخل المقتدر بالله «الحسني»، ورأى السرير منصوبا، أمر فبسط له حصير صلاة، فصلى أربع ركعات، وما زال يرفع صوته بالدعاء والاستخارة، ثم جلس على السرير، وبايعه الناس . وحضر العباس بن الحسن الوزير وابنه أحمد بن العباس، ودار الأمر على [يدي] (1) صافي الحرمي وفاتك المعتضدي ، [4 آ] وخلع المقتدر على الوزير أبي أحمد العباس بن الحسن في يوم الاثنين خلعا مشهورة الحسن، وقلده كتابته وأمر بتكنيته، وأمره أن تجرى الأمور مجراها. وقلد ابنه أحمد العرض عليه، وكتابة أخويه هارون ومحمد، وكتابة السيدة. وأطلق العباسع مال البيعة، وأعطى الفرسان ثلاثة أشهر، وأعطى الرجالة ستة أشهر.
~~وكان في بيت مال الخاصة) خمسة عشر ألف ألف دينارا، وفي بيت مال العامة ستمائة ألف دينارم ومن المدخور من ضرب كل سنة مما رسمه أن يحمل في أول السنة من المسيفات وغير ذلك (2) من آنية تقوم مقام العين ثمانية وعشرون ألف ألف دينارم ومن الجوهر والثياب المخزونة، والفرش والآلة، ما يزيد على جملة العين ويضعف. ومن الخيل خمسة عشر ألف
صفحة ٢٣