لو كنتها لخفيت حتى يظهرا
لا نترب الأيدي المقيمة فوقه
كسرى مقام الحاجبين وقيصرا
تماثيل الزهر والنور
لم يقتصر عرب الأندلس على اتخاذ التماثيل مما تتخذ منه عادة، بل تفننوا في التلاهي بصوغها من الزهر والنور أيضا، كما روي عن المنصور بن أبي عامر، وقد أراد امتحان بداهة صاعد اللغوي، فاستدعاه لمجلسه، وقد أعد طبقا عظيما جعل فيه سفائف
23
مصنوعة من أنواع النور، وصنع على السفائف مركبا من ياسمين فيه أمثال الجواري، وتحت السفائف بركة ماء قد ألقى فيها لؤلؤا مثل الحصباء، وطلب منه وصفها، فقال بديهة:
أبا عامر هل غير جدواك واكف؟
وهل غير من عاداك في الناس خائف؟
يسوق إليك الدهر كل غريبة
صفحة غير معروفة