ثم كيف لم يحضرهم الفكر في هذا — وهو من أسهل الأشياء وأقربها — أنه لم نر قط هذا الصنف من الورم حدث في الكف، ولا في الذراع، ولا في العضد، ولا في القدم، ولا في الساق، ولا في الفخذ، ولا في شيء من سائر أعضاء البدن حتی يجري من الورم شيء إلی خارج. وإنما هذا خاصة للأورام التي تكون في الفم، والعينين، والمنخرين.
أتری خالق الحيوان أمر جميع هذه الأمراض المركبة ألا يعرض شيء منها لواحد من سائر أعضاء البدن، وخص بها العينين، والمنخرين، والفم بالمجاورة؟
أو الورم قد يمكن أن يكون في جميع الأعضاء التي يمكن فيها قبول أسباب تولده.
صفحة ٨٦