والتألم الكائنين في خلقه، وبالله المستعان. وحقق ذلك في قوله: فيندفع عن الحق الأذى بسؤالك إياه في رفعه عنك إذ أنت صورته الظاهرة. أي أن المبتلي المغرور هو صورة الحق الظاهرة، والحق هو حقيقة، فإذا زال عن الصورة البلاء زال عن الحقيقة الأذى لتلازمها إذ كل منها يتألم مما يتألم به الآخر. افهموا ذلك معاشر العقلاء. وقال في الكلمة الإلياسية: إن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره كانت معرفته لله على التنزيه لا على التشبيه، وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي كملت معرفته بالله، فنزه في موضع، وشبه في موضع، ورأى سريان الحق في الصورة الطبيعية [والعنصرية]، وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها، وهذه المعرفة [التامة] التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله وحكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها، ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا من القوى. وقال في الكلمة الهارونية: فكان موسى عليه السلام أعلم بالأمر من هارون عليه السلام لأنه علم
صفحة ٦٥