وقد كان لي عتبٌ على الدّهر والورى ... فلما تلاقينا عتبتُ على العتب
فلا زال قطبُ الدّين واسطةً لهم ... وبدرَ علىً بين الفراقد والشهب
يدورُ على علياهُ حسنُ رجائنا ... ولا غروَ إن صحّ المدار على القطب
وقال يرثي قاضي القضاة تقي الدين السبكي
البسيط
نعاهُ للفضلِ والعلياءِ والنسب ... ناعيه للأرضِ والأفلاكِ والشهب
ندبًا وشرعًا وجوب الحزن حين مضى ... فأيّ حزن وقلب فيه لم يجب
نعم إلى الأرض ينعى والسماءِ على ... فقيدكم يا سراةَ المجدِ والحسب
بالعلم والعمل المبرورِ قد ملئت ... أرضٌ بكم وسماءٌ عن أبٍ فأب
مقدمٌ ذكرُ ماضيكم ووارثه ... في الوقت تقديمَ بسمِ الله في الكتب
آهًا لمجتهدٍ في العلم يندُبه ... من باتَ مجتهدًا في الحزن والحرَب
بينا وفود الندى منهلة مننًا ... إذ نازلتنا الليالي فيه عن كثب
وأقبلت نوَبُ الأيامِ ثائرةً ... إذ كان عوْنًا على الأيامِ والنوَب
ففاجأتنا يدُ التفريقِ مسفرةً ... عن سفرةٍ طال فيها شجوُ مرتقب
وجاءَنا عن إمامٍ مبتدأ خبرٍ ... لكن به السمعُ منصوبٌ على النُصب
قالت دمشقُ بدمع النهرِ وأخبرًا ... فزعت فيه بآمالي إلى الكذِب
حتى إذا لم يدَعْ لي صدقهُ أملًا ... شرقتُ بالدمع حتى كادَ يشرق بي
وكلمتنا سيوفُ الكتب قائلةً ... ما السيفُ أصدقُ أنباءَ من الكتب
وقال موتُ فتى الأنصارِ مغتبطًا ... الله أكبرُ كلّ الحسنِ في العرَب
لقد طوى الموتُ من ذاكَ الفرندِ حلى ... كانت حلى الدّين والأحكام والرتب
وخصّ مغنى دمشق الحزنُ متصلًا ... بفرقتين أباتتها على وصَب
كادت رياحُ الأسى والحزنِ تعكسها ... حتى الغصون بها معكوسة العذب
والجامع الرَّحب أضحى صدرُهُ حرِجًا ... والنسر ضمَّ جناحيه من الرّهب
وللمدارس همٌّ كاد يدرسها ... لولا تدارك أبناءٍ له نُجب
من للهدى والندى لولا بنوه ومن ... للفضل يسحب أذيالًا على السحب
من للفتوَّةِ والفتوى مجانسة ... في الصيغتين وفي الآداب والأدب
1 / 41