منْ للتواضعِ حيث القدر في صعدٍ ... على النجومِ وحيث العلم في صبب
منْ للتصانيفِ فيها زينةٌ وهدىً ... ورجم باغٍ فيا لله من شهب
أمضى من النصلِ في نصرِ الهدَى فإذا ... سلَّت نِصال العِدَى أوقى من اليلب
ذو همَّةٍ في العُلى والعلمِ قد بلغتْ ... فوق السماك وما تنفكُّ في دَأَب
حتَّى رأى العلم شفع الشافعيّ بهِ ... وقالَ مِنْ ذا وذا أدركتُ مطلبي
من للتهجُّد أو من للدُّعَا بسطت ... به وبالجودِ فينا راحتا تعب
من للمدائحِ فيه قد حلَت وصفَت ... كأنَّما افترَّ منها الطرسُ عن شنب
لهفي لنظَّامِ مدحٍ فكرُ أجمهعم ... بالهمِّ لا بالذَّكا أمسى أبا لهب
كأنَّ أيديهمو تبت أسىً فغدت ... من عيِّ أقلامِها حمَّالةَ الحطب
لهفي على الطهر في عرْضٍ وفي سمةٍ ... وفي لسانٍ وفي حكمٍ وفي غضب
محجبٌ غير ممنوعِ الندَى بسنَا ... عليائِه ومهيب غير محتجب
أضحى لسبكِ فخارٍ من محاسنه ... على العراق فخار غير منتقب
آهًا لمرتحلٍ عنا وأنعمهُ ... مثل الحقائبِ للمثنين والحقب
إيمان حبٍّ إلى الأوطانِ حرَّكهُ ... حتَّى قضى نحبه يا طول منتحب
لهفي لكلِّ وقورٍ من بنيه بكى ... وهو الصواب بصوب الواكِف السرب
وكلُّ باديةٍ في الحجب قلنَ لها ... يا أختَ خير أخٍ يا بنتَ خير أب
إلى الحسين انتهى مسرى عليّ فلا ... هنأت يا خارجيّ الهمّ بالغلب
بعدَ الإمام عليٍّ لا ولاءَ لنا ... من الزَّمان ولا قربَى من النسب
يا ثاويًا والثَّنى والحمدُ ينشرهُ ... بقيتَ أنتَ وأفنتْنا يدُ الكرب
نمْ في مقامِ نعيمٍ غيرِ منقطعٍ ... ونحنُ في نارِ حزنٍ غير متَّئِب
من لي بمصر التي ضمَّتكَ تجمعنَا ... ولو بطون الثَّرى فيها فيا طربي
ما أعجبَ الحال لي قلبٌ بمصرَ وفي ... دمشقَ جسمِي ودمعُ العينِ في حلب
بالرُّغم منَّا مراثٍ بعد مدحك لا ... تُسلَى ونحنُ مع الأيَّامِ في صخب
ما بينَ أكبادنا والهمّ فاصلةٌ ... كلاَّ ولا لِصَنيعِ الشعرِ من سبب
أمَّا القريضُ فلولا نسلكُم كسدتْ ... أسواقهُ وغدتْ مقطوعةَ الجلب
قاضي القضاةِ عزاءً عن إمام تقى ... بالفضلِ أوصى وصايا المرءِ بالعَقب
1 / 42