تبدى من الثغر الشنيب لنا يخفى """""" صفحة رقم 73 """"""
وكف سهام اللحظ عن قلبي الذي
أذيب هوى مذ شام أجفانك الوطفا
وعطفا على حالي وحقك إنني
عرفت الهوى لما ثنيت لي العطفا
جعلنا فدى تلك اللحاظ فكم بها
رأينا فتى لاقى الصبابة والحتفا
ويا ذا الذي واخى الرقاد جفونه
تهن فطرفي فيك قد حارب الإغفا
إلى كم أقاسي كلما شمت بارقا
من الغور نيرانا من الوجد لا تطفا
شكوت فهل من رحمة لمتيم
يعض من الشكوى أنامله لهفا
زجرت المطايا حين مالت عن الحمى
سحيرا ولم تشتم من طيبه عرفا
وقلت إلى من في مسيرك تقصدي
فقالت لرب المجد والمورد الأصفى
سليل الكرام الصيد حقا ومن له
محامد لا تنسى وإن سطرت صحفا
مليك إذا ما الدهر أضعف برهة
ووافى حماه الرحب لارتاح واستشفى
وقوله من أخرى ، مطلعها : ( الرجز )
عودا كما عاد الظبا للجفون
عسى يرى النوم طريق الجفون
ما كنت أدري قبل توديعهم
أن المطايا مثلنا في شجون
حتى رأيت العيس تسري بهم
من قبل أن تحدي حداة الظعون
ساروا وفي ظني فؤادي معي
وسرهم فيه مكين مصون
فخلته قد سار في إثرهم
والسر قد أبداه دمعي الهتون
في دعة الله الألى قد غدوا
بالشمس والبدر السني يهزؤون
من كل شهم بالوقار اكتسى
إلى سنا تبهر منه العيون
وله من أخرى ، أولها : ( الوافر )
أثرها قد أضر بها المقام
قلوص حشو أضلعها غرام
وسيرها بزجر فالتهادي
قصور فيه لم يدرك مرام
وجب فيها السباسب واقتفيها
وجز فيها كما جاز اليمام
وجد السير في طلب المعالي
فإما ما طلبت أو الحمام
وأرغم أنف من عذلوا ولاموا
ولو أقذى محاجرك الرغام
مفارقة الحسام الجفن نفع
صفحة ٧٣