وإذا رنا خجلت ظباء الوادي """""" صفحة رقم 72 """"""
قد زارني متواريا من راقب
ليلا بلا وعد ولا ميعاد
فطفقت ألثم ثغره وخدوده
وأضمه خوفا من الحساد
حتى بدا ضوء الصباح وجفلت
ورقاء قد ناحت على الأعواد
نبهته والنوم ملء جفونه
فبكى وقام لخيفة الأضداد
وغدا يودعني ويلفت جيده
نحوي ويذري الدمع خوف بعاد
وله من التفريع قوله : ( الطويل )
وما لحظات من عيون جآذر
تبيح دم العشاق بالسحر والفتك
إذا شامها صب يقول لصحبه
خليلي من فرط الغرام قفا نبك
بأصعب من يوم الوداع لأنه
أطال به شوقي وقد لذ لي هتكي
11 - عمه : عبد الحي بن علي بن محمود
الشهير بالخال
فارس مجال ، ورب روية وارتجال . تصرف إليه أعنة التأميل ، ويميل به حب
القلوب كيف يميل . لم تزل نفحاته تتعطر ، ورشحات أقلامه تتقطر . فيروح النفوس
بكلماته ، تروح الروض مجاري الأنفاس بنسماته . وهو يقتنص الشوارد حيث يطاردها ،
ويستخرج الدرر الفرائد حين يواردها . بطبع متدفق المذانب ، وفكر يفل بحدسه
المقانب . نبه في عصره بشرب البراعة ، وتنبل حتى أحرز وصف الفروسية واليراعة .
فذراعه حبل لكل مصيد ، ومهما أحس بفائدة فله أذن سميع والتفات رصيد . ففض
عن فم الأماني ختما ، ونال توجه القلوب إليه بالرغبة حتما . فما يشق غباره في حومة
معاديه ، إلا قذى ثائرا في عين أعاديه . وله آثار يدل عليها مع بيانه بنانه ، كما قيل يدل
على الجواد عنانه . أتيتك منها بما رق لفظه ومعناه ، فلهذا تقترحه النفوس وتتمناه . فمنه
قوله ، من قصيدة مطلعها : ( الطويل )
أمن قطرات الطل جسمك أم أصفى
فقد كادت الألحاظ ترشفه رشفا
هتكت الورى فاردد لثامك عل ما
صفحة ٧٢