أوج العلا بالعز والإسعاد """""" صفحة رقم 69 """"""
يا روح جسم الفضل يا رب الحجا
يا زهرة في دوحة الأمجاد
فخر الزمان أنت واحد عصره
متنزها عن زحمة الأنداد
أعليت قدري إذ بعثت بغادة
أربت محاسنها على التعداد
شامية ما حاك نسج برودها
أدباء مصر ولا بنو بغداد
من أين للكركي حومة أجدل
أم أين للبختي سبق جواد
مهلا فبحر الشعر غصت لدره
وتركت فيه الغير كالصياد
فأعيذ بالسبع المثاني مجدك العالي
عن النظراء والحساد
وإليكها طيبية المنشا وقد
أزرت فصاحتها بشعر زياد
حبرتها وجعلت وصفك طرزها
فسمت على الأمثال والأضداد
فالدر در حيث كان وإنما
يزداد حسنا وهو في الأجياد
واعذر إذا عرضت هنالك كبوة
في ذا الطراد فلات حين طراد
فالعيش سقم والطبيب مماطل
والعزم سلم والوفاء معاد
واسلم ودم في صفو عيش آمنا
ولا برحت الدهر في ازدياد
ما حن مشتاق إلى أرض الحمى
وما سرى ركب وغنى حاد
والرسالة هي قوله : أهدي سلاما يفوق المسك الأذفر ، وثناء يخجل العنبر
والعبهر . إلى الحضرة الفائقة العلية ، والذات الشائقة السنية . ذي الإنعامات البهية ،
والأخلاق الرضية . الجناب المحترم العالي ، بهجة الأيام والليالي . بديع الزمان ، قرة
عين الإخوان . بهي الطلعة ، من ألبس الوجود بوجوده أفخر خلعة . إمام الأدب ،
ترجمان العرب . من قربه من أقرب القرب ، فلهذا ترى الأدب ينسل إليه من كل حدب .
الناظم الناثر ، من عقدت عليه الخناصر ، وعليها من شمائله خواتم . ( البسيط )
سل عنه وانطق به وانظر إليه تجد
ملء المسامع والأفواه والمقل
المولى الأغر حرس الله ذاته ، وأبقى حياته . الشوق إليكم جزيل ، والثناء على
شمائلكم جليل ، والسؤال عن جنابكم كثير جميل . وعلومكم محيطة بالبقاء على الود
القديم ، والوفاء بالعهد المستديم . وأنهي ورود المثال الذي ليس له مثيل ، المتضمن
بلاغة البلاغ وتنويل التأميل . فسرحت طرفي منه في جنة ذات أنهار ، وشنفت سمعي
بدرر أغنتني عن رنات الأوتار . لا يبلغ بليغ وصفه ، ولو أنفق مثل أحد بيانا لما بلغ مده
ولا نصفه . بديع في ذاته ، معجز عن معارضته بمحكم آياته ، ومن الأدب أن أقول
سجعاته . يفتقر كل أديب إلى ترصيف فقره ، ويود كل بليغ لو تحلى بتنميق حبره . وقف
صفحة ٦٩