"""""" صفحة رقم 68 """"""
وها هي تسعى خجلى إليكم ، سعي المتطفل عليكم . فالمراد والمأمول ، إسدال ستر
القبول . والسلام . فأجابه سيدي عبد الرحمن عابدي عن ذلك ، بهذه القصيدة اللطيفة ،
والرسالة المنيفة ، وهي : ( الكامل )
زارت بلا وعد ولا ميعاد
وما لها غير سناها هاد
تمشي الهوينى في مروط مشيها
مشي الكرى في جفن ذي السهاد
فغار منها البدر واعتل الصبا
وفاح نشر بشذاها النادي
وغرد الطير بأغصان الربا
مذ جرت الذيل على الوهاد
تهزا بزهر الروض في أنفاسها
لا بل بزهر الأفق باتقاد
فقمت إجلالا لها لما أتت
وقلت هذا مقتضى مرادي
أفض عنها ختمها كأنني
أبحث عن ذخائر الفؤاد
وأجتلي منها عرائس المنى
وأجتني غرائس الوداد
فلست أدري أسقيط الطل في الأوراق
أم وشي على الأبراد
أم النهار انهار في أدراجها
أم ذاب مسك الليل في المداد
أم اللآلي نضدت سطورها
أم طرز البرق رداء الهادي
أم حبب دار بكاسات الطلا
أم عنبر ديف بماء الجادي
أم ثغر ليلى أم ثنايا زينب
أم عقد سعدى أم حلى سعاد
أستغفر الله فأنى تستوي الأرواح
في التمثيل بالأجساد
بل هذه أنفاس سحبان الذي
ليس لقس معه أيادي
الفاضل الحبر اللبيب اللوذعي
الألمعي الكوكب الوقاد
من شعره والدر شيء واحد
ونثره والزهر في اتحاد
من لطفه أزرى ببانات الصبا
وجوده قد أخجل الغوادي
إن حل نظما فالبديهي حاضر
أو ضم نثرا فالحريري باد
أو ماس فوق الطرس غصن يراعه
يا خجلة المياس والمياد
ما السحر إلا نفثة من شعره
مع أنه من أعبد العباد
كم حل غاية مقفل لم يظفر السكاك
في المفتاح بالمبادي
كنز الدقائق بهجة الطلاب في
أسنى المطالب مجمع الإرشاد
بحر الفضائل روضة الآداب بل
نهر الفواضل نفحة الإمداد
مولاي يا بدر الكمال المرتقي
صفحة ٦٨