في حلل القبول والإسعاد """""" صفحة رقم 67 """"""
ما دام مشتقاق حماكم منشدا
جسم براه ألم البعاد
وكتب له معها بهذه الرسالة الفائقة ، وصورتها : الأخ الصديق ، والشقيق الشفيق .
خدن الوداد ، بغية المراد . روضة الآداب ، تحفة الأصحاب . ذو المزايا الباهرة ،
والصفات الزاهرة . والفضائل التامة ، والفواضل العامة . والشيم الكريمة ، والأخلاق
المستقيمة . المنوه باسمه الكريم ، أعلى هذا الرقيم . أبقى الله وجوده ، وأدام بره
وجوده . أهدي إلى حضرته العلية ، تحف التحية السنية . والأدعية العاطرة ، والأثنية
المتكاثرة . والسلام الأسنى ، والتحيات المباركة الحسنى . سلام شذاه العطر يفوح ريح
الند والكبا ، وينشرها في الأرض شرقا ومغربا . وأنهي إليه شكاية نكاية الشوق ،
الذي شب عمره عن الطوق . ( الكامل )
لم أستطع وصفي لهيب تشوقي
من يودع النبراس في القرطاس
وأنا أسأل الله بجاه سيد الكونين ، أن يطوي شقه البين من بين ، ويقر برؤيتكم
النفس والعين . لأبل غليل الفؤاد برؤيا تلك الذات ، المستجمعة لشرائف الصفات . إنه
على ما يشاء قدير ، وبالإجابة جدير . وبعد ؛ فقد ورد المشرف الكريم ، فتلقيناه بالقبول
والتكريم . واجتنينا من ثماره اليانعة باكورة النظم والإنشاء ، وقلنا من غير ريث : ) إن
الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ) ) آل عمران : 73 ) وضمنه الغادة المجلوة كالعروس ، على
أرائك الطروس . التي لو رآها ابن هاني لم يهن له بعدها عيش ، والمتنبي لنبا به مألف
الوطن وخامر فكره الطيش . وأبو فراس الحمداني لحمد هذا الصنيع ، وقال : أنى يدرك
الظالع شأو الضليع ولما عدوا أنفسهم ممن يسبحون في لجة القريض ، ولقالوا عند ذلك
عجزا : حال الجريض . وذلك لما اشتملت عليه من كلمات أرق من نسمات الأسحار ،
فأطربت بحس معانيها ولا طرب ساجعات الأطيار . بل ولا طرب الأغاني ، لدى رنات
المثاني . وبلاغة ألفاظ ، لا تسمح بها قريحة قس في سوق عكاظ . فسرحت طرفي في
مشيد بيوتها الأنيقة المتينة ، وكلفت بها ولا كلف جميل بثينة . فلله درك من أديب
مجيد ، يتحلى بنثرك ونظمك النحر والجيد . فلا زلت منبع الآداب والدرر ، منتديا من
لآلئها جواهر الغرر . ولا برحت مركز الإحاطة بتلك الديار ، وبحماك المنيع تلقى عصا
التسيار ، بجاه النبي المختار ، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار ، وشيعته وصحبه
الأخيار . هذا ، وقد تطفلت على الجناب الكريم بامتداحي له بهذه الأبيات ، الحرية بعدم
الإثبات . مع علمي أني لست من فرسان هذا الميدان ، ولا ممن هو فيه طلق العنان .
وإن الأخ المكرم ، والصديق المفخم ، من أعيان الكرام ، الذين شيمهم الصفح والستر
على وصمة محبيهم إن زلت بهم الأقدام . وما قصدي بذلك إلا ارتياض القريحة ،
وحفظ المودة الصحيحة . واستمطار سحب طبعه الرقيق ، واستمرار كرم خلقه الرفيق .
صفحة ٦٧