وفي صبح يوم الجمعة استقبل المشير أحمد فيضي في الدار التي يسكنها ولاة الأتراك ببئر العزب من كان نزولهم إليه من أعيان صنعاء فأظهر لهم التأسف على ما كان بهم في مدة الحرب الماضية، وأمر بتشكيل هيئة لتفريق الصدقات السلطانية على الفقراء من أهل البيوت بصنعاء وغيرها بنظر المشير شاكر باشا الواصل مع أحمد فيضي، ففرقت بصنعاء والروضة وغيرهما جملة من النقود الكثيرة، ولطف الله بصنعاء وأهلها عن معرات الجيوش عند حصول الانقلاب العظيم الأول بتسليم الأتراك ودخول القبائل من أصحاب الإمام. ثم عند خروجهم عنها ودخول الأتراك. وكان علي باشا رضا القرشي قد سار من بلاد حراز في طائفة من الأتراك إلى اليمن الأسفل، فكان بينه وبين من بمعية المولى العلامة عبد الله بن إبراهيم، والسيد العلامة محمد بن يوسف الكبسي المعارك العديدة في بيت خشافة وغيره من قرى جبل بعدان المشرف على مدينة إب. وباستيلاء فيضي على صنعاء بعد خروج القبائل عنها اضطر جميع أمراء الإمام وأجناده الذين في بلاد ذمار ورداع ويريم وغيرها من البلاد الجنوبية إلى الانسحاب عنها وانتقالهم إلى حضرة الإمام. وقد كان انتقاله إلى مدينة خمر من بلاد حاشد، ثم سار فيضي في جيوشه إلى بلاد كوكبان، ثم إلى بلاد حجة لمحاصرة وحرب من في حصن الظفير المعقل الشهير ببلاد حجة، وكان فيه جماعة من أصحاب الإمام تحت قيادة السيد حسين بن إسماعيل الشامي، فتابع الأتراك الرمي بمدافعهم إلى الحصن المذكور حتى أصيب بقطعة من قذيفة مدافعهم السيد المذكور، فاندهش لذلك أصحاب الإمام وخرجوا عن الظفير فدخله الأتراك، ثم رجع فيضي إلى صنعاء.
تجهيز الأتراك على شهارة وما كان في ضواحيها
صفحة ٣٣