مطعوم أو منكوح، ألا ترى أنه قد يشتهي تارة، ويعاف عنه أخرى،
وأن صاحب الجاه كثيرا ما يعرض عن المطاعم الشهية والمناكح البهية
مراعاة لحشمته، وهي وإن لم تكن من المحسوسات فهي من اللذائذ
الخسيسة الحيوانية، وليست بينها وبين اللذائذ العقلية الأبدية – سيما
الكمالات الإيمانية والحالات الوجدانية التي تعرض لأولياء الله المقربين
- نسبة يعتد بها، والشارع – صلوات الله عليه – عبر عن هذه الحالة
بالحلاوة، لأنها أطهر اللذائذ الحسية.
****
٤ – ٦ – وقال: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان
الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله،
ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في
النار " رواه أنس.
" فيما روي أنه قال: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله
ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله، ومن يكره
أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار "
وإنما جعل هذه الأمور الثلاثة عنوانا لكمال الإيمان المحصل لتلك اللذة،
لأنه لا يتم إيمان امريء حتى يتمكن في نفسه أن المنعم بالذات والقادر
على الإطلاق هو الله تعالى، ولا مانح ولا مانع سواه
1 / 41