من: ماط، أي: بعد، والدفع بمعنى المِيَاط.
و"الأذى": في الأصل مصدر، يقال: آذاه يؤذيه أذى وإيذاء وأذية،
فاستعمل فيما يؤذي مطلقا، ثم خص بالخبث والأوساخ، والمقصود
الظاهر منه: صيانة الطرق عما يؤذي المارة وينغص المرور.
و"الحياء ":تغير وانكسار يعتري المرء من خوف ما يلام به
ويعاب، مأخوذ من الحياة، يقال: حيى الرجل، كما يقال: نسي
وحشي، إذا اعتلت النسا والحشا، وكأن الحيي صار لما يعتريه من التغير
والانكسار متنقص الحياة منتكس القوى، ولذلك قيل: مات حياء،
وجمد في مكانه خجلا، وإنما أفرده بالذكر لأنه كالداعي والباعث إلى
سائر الشعب، فإن الحيي يخاف فضاحة الدنيا والآخرة، فينزجر عن المعاصي
ويتثبط عنها.
٣ - ٥ - وقال: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه والده وولده
والناس أجمعين "،رواه أنس.
"عن أنس بن مالك ﵁ أنه قال: قال رسول الله ﷺ: لا يؤمن
أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ".
المراد بالحب ها هنا ليس الحب الطبيعي التابع للميول والشهوات
النفسانية، فإنه خارج عن حد الاخيار والاستطاعة، بل الحب العقلي
الذي هو: إيثار ما يقتضي العقل رجحانه ويستدعي
1 / 39