وأما ما جاء فى كتاب الدعائم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا راحة فى العيش إلا لعالم ناطق ومستمع واع»، فالعالم الناطق إمام الزمان والمستمع الواعى حجته، ثم يجرى ذلك فيمن دونهما من مبلغ عنهما بأمرهما إلى مستمع منه مقبل عليه بالحقيقة، فهم الذين تكون لهم الراحة فى معيشتهم يعنى الراحة الحقيقة الدائمة فى دار البقاء فأما راحة عيش الدنيا فليست لهم بل هم فيها فى أشد التعب والنصب ومن ذلك قوله تعالى:@QUR014 «والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر» [1].
وأما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم المذكور فى الدعائم: «من أحب الدنيا ذهب حب الآخرة من قلبه وما آتى الله عبدا علما فازداد للدنيا حبا إلا ازداد الله عليه غضبا»، فمثل الدنيا فى التأويل الباطن مثل الظاهر، لأن الدنيا ظاهرة بارزة، ومثل الآخرة مثل الباطن لأن الآخرة باطنة مغيبة فتأويل ذلك أن من مال إلى علم الظاهر وأحبه ورفض الباطن وأبغضه، ولا ينبغى كما تقدم القول الإقبال على أحدهما
صفحہ 69