قلت : كلامنا مبني على أن العرب لم يعرفوا يدا ولا رجلا وساقا وجنبا بمعنى صفة، وأن العرب حصرت لفظ اليد في الجارحة والقدرة والنعمة ، وأن العرب لا تعرف ولم تستعمل لفظ اليد مريدة الحقيقة من دون كيف لتلك اليد، وأن الشارع لم يذكر أن لله يدا حقيقية، وأن الشارع لم يذكر أن لله يدا بكيف مجهول، وأن الشارع لم يذكر أن اليد وغيرها صفات، وأن العقل ينكر التركيب في حقه تعالى، وأن العقل ينكر وجود الكيف في حقه تعالى سواء كان معلوما أم مجهولا، وأن العقل ينكر إمكان التركيب وإمكان الكيف في حقه تعالى، فعليكم أن تثبتوا ما أنكرناه، ثم تثبتوا أن الذات غير والصفة غير آخر.
ثم كيف تجمعون بين كون يده تعالى مبسوطة وكون يده تعالى فوق أيدي أهل بيعة الرضوان وكون يده ممسكة للسموات والأرض أن تقع وبين خلق آدم بيده؟!! فهل كانت يد الله فوق أيدي أهل بيعة الرضوان مع كون راحته إلى جهة أسفل وهل كانت يداه مبسوطة وراحته إلى جهة أعلى؟ ثم كيف ينفق تعالى بيده فهل أعطى الله بيده الحقيقية أحدا شيئا؟ أم أنه بلا كيف؟ فما معنى أنه ينفد بيده الحقيقية؟ اذكروا المعنى والحقيقة من تلك الجملة واتركوا الكيف، أم أنكم تجهلون المعنى الحقيقي والكيف، وماهو الفرق بين المعنى الحقيقي والكيف؟!!
صفحہ 21