قلت : إننا نقول بقدرته وقوته ؟! وأن العرب تعبر باليمين عن القوة ، وأن المراد بالآية أن قدرته نافذة وأنه لا يعجزه شئ ؛ قال تعالى : (( تأتوننا عن اليمين )) [ الصافات : 28 ] ، قال في القاموس : أي تخدعوننا بأقوى الأسباب انتهى . وانظر كلام صاحب الصحاح ، وهل عند هؤلاء المخالفين أن لله يدين يمين وشمال ؟!! قالت العرب : فلان في يمين فلان . أي متنفذ عليه بالأمر والنهي .
وأتمنى منهم أن يفسروا قوله تعالى : (( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )) [ فصلت : 42 ] وقوله تعالى : (( بين يدي رحمته )) [ الأعراف : 57 ] وقوله تعالى : (( بين يدي عذاب شديد )) [ سبأ : 46 ] ، فهؤلاء المجسمة ينكرون المجاز في القرآن والسنة ، وعليه نقول : هل للقرآن يدان ؟! وكذا العذاب والرحمة يا هؤلاء؟!!
قال المخالف : وليعلم أن مجئ اليد بمعنى النعمة أو القدرة في لغة العرب هو خلاف الأصل ولا بد فيه من القرائن.
قلت : اليد في الحقيقة هي الجارحة التي لها كيف معلوم ، وليس في لغة العرب يد حقيقية ليس لها كيف معلوم ، وعلى هذا نقول قال تعالى : (( ليس كمثله شئ )) [ الشورى : 11 ] ، واليد شئ والله نفى أن يكون له مثل من أي الأشياء ، وقال تعالى : (( لم يكن له كفؤا أحد )) [ الإخلاص : 4 ] ؛ فنفى عن نفسه أن يكون له مكافئ ، والعقل ناطق بأن الأعضاء والجوارح أجسام مخلوقة ، واليد في اللغة وفي حقيقتها هي الجارحة، والعرب لم يعرفوا ولم يضعوا في قاموسهم ولم يستعملوا في لغتهم يدا حقيقية وأرادوا بها يد الله عز وجل، فهذه هي القرائن العقلية والنقلية.
فإن قيل: المراد ليس لذاته ولا صفاته مثل؟
صفحہ 20